الثّاني : أن يراد بها / التّقليل (١) ، نحو : «التمس ولو خاتما من حديد» (٢) ، ولا يليها حينئذ إلا الاسم ـ كما مثّل ـ ، أو ما في تأويله ، نحو : «ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي» (٣).
ثمّ قال :
لو حرف شرط في مضيّ ويقل |
|
إيلاؤها مستقبلا لكن قبل |
وهي في الاختصاص بالفعل كإن |
|
لكنّ لو أنّ بها قد تقترن |
وإن مضارع تلاها صرفا |
|
إلى المضي نحو لو يفي كفى |
أكثر ما تستعمل «لو» الشّرطيّة عكس «إن» في كون ما بعدها مرادا به المضيّ ، إمّا بلفظه ، وهو الأكثر ، نحو : (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالاً)
__________________
لو سمعته قبل قتله ما قتلته ولعفوت عنه ، وقبله :
أمحمّد ولأنت ضنء كريمة |
|
في قومها والفحل فحل معرق |
مننت : أنعمت. والغيظ : الغضب المحيط بالكبد ، وهو أشد من الحنق. والشاهد في قوله : «لو مننت» حيث جاءت «لو» فيه مصدرية ، واقعة بعد فعل غير دال على التمني ، وهو قليل ، والتقدير : ما كان ضرك المن عليه ، أي : على النضر بن الحارث.
انظر التسهيل لابن مالك : ١ / ٢٥٦ ، تذكرة النحاة : ٣٨ ، شرح الأشموني : ٣ / ٤٤ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٤٧١ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٥٤ ، مغني اللبيب : ٤٦٨ ، شواهد المغني : ٢ / ٦٤٨ ، أبيات المغني : ٥ / ٥١ ، شرح المرزوقي : ٩٦٦ ، شرح ابن الناظم : ٨٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٣٠٤ ، الجنى الداني : ٢٨٨ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٥١٩ ، ٢ / ١٧٩ ، أوضح المسالك : ٢٤٠ ، فتح رب البرية : ٢ / ٣٤٧ ، موصل الطلاب للأزهري : ١٠٢ ، السراج المنير للزبيدي (مخطوط) : ١٩٠.
(٥) في الأصل : المختص. انظر المصادر المتقدمة.
(١) ذكره ابن هشام اللخمي وغيره. انظر مغني اللبيب : ٣٥٢ ، الجنى الداني : ٢٩٠ ، حاشية الخضري : ٢ / ١٢٦ ، شرح الأشموني : ٢ / ٣٢.
(٢) الحديث في صحيح البخاري : ٧ / ٢٢ ، فتح الباري : ٩ / ١٩١ ، سنن البيهقي : ٧ / ٢٣٦ ، سنن الترمذي : ٣ / ٤١٢ (رقم) : ١١١٤ ، سنن أبي داود : ٢ / ٥٨٦ (رقم) : ٢١١١ ، مسند أحمد : ٥ / ٣٣٦ ، وانظر شرح الكافية لابن مالك : ١ / ٤١٧ ، التصريح على التوضيح : ١ / ١٩٣ ، شرح الأشموني : ١ / ٢٤٢ ، مغني اللبيب : ٣٥٣ ، شرح اللمحة لابن هشام : ٢ / ٢٧ ، أبيات المغني : ٥ / ٤٦ ، الجامع الصغير لابن هشام : ٥٦ ، شرح دحلان : ٥٠.
(٣) روى الإمام أحمد في مسنده (٥ / ٦٣) عن أبي حرى الهجيمي أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لا تحقرنّ من المعروف شيئا ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي ، ولو أن تكلّم أخاك ووجهك إليه منبسط .... إلخ». وانظر الترغيب والترهيب للمنذري : ٣ / ٤٢٢ ، وروي : «أن تنزع» بدل «أن تفزع» في مسند أحمد : ٣ / ٤٨٣.