ثمّ قال رحمهالله تعالى / :
لولا ولوما يلزمان الابتدا |
|
إذا امتناعا بوجود عقدا |
إذا أريد بـ «لولا ، ولوما» الملازمة ، فهما حرفا امتناع لوجود ، لأنّهما يقتضيان امتناع جوابهما لوجود تاليهما ، نحو : (لَوْ لا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ) [سبأ : ٣١] ، وتقول : «لوما زيد لأكرمتك».
ويلزمان حينئذ المبتدأ ـ كما مثّل ـ ، وخبره لازم الحذف غالبا ـ كما سبق في باب الابتداء (١) ـ وجوابهما حينئذ : إمّا ماضي الّلفظ ، وإمّا ماضي المعنى ، نحو : «لو لا زيد لم آتك» ، ثمّ ماضي الّلفظ إن كان مثبتا ، فالأكثر اقترانه بالّلام ، نحو : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ) [النساء : ٨٣] ، والمنفيّ بـ «ما» عكسه ، نحو : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ) [النور : ٢١] ، وقد يحذف للعلم به ، نحو : (وَلَوْ لا)(٢) فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ، وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (٣)(٤) [النور : ١٠].
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وبهما التّحضيض مز وهلّا |
|
ألّا ألا وأولينها الفعلا (٥) |
وقد يليها (٦) اسم بفعل مضمر |
|
علّق أو بظاهر مؤخّر |
من معاني «لولا ، ولوما» التّحضيض ، ومعناه الحثّ على الفعل.
__________________
بتحقيق عدم التضييق ، وأن من خصه بالشعر أو بالصورة المعنية من النثر مقصر في فتواه ، عاجز عن نصرة دعواه. انتهى.
(٥) الحديث بهذا اللفظ في صحيح البخاري : ٣ / ٩٩٦ ، فتح الباري : ٤ / ٣٧٦ ، وفي مسلم حديث رقم (١٥٠٤) برواية : «أمّا بعد : فما بال أقوام يشترطون ... إلخ». وانظر الحديث برواية المؤلف في التصريح على التوضيح : ٢ / ٢٦٢ ، شواهد التوضيح : ١٣٦ ، أوضح المسالك : ٢٤٣ ، شرح المرادي : ٤ / ٢٨٥ ، شرح الأشموني : ٤ / ٤٥ ، أبيات المغني : ١ / ٣٧٤ ، ٣٧٥ ، الجنى الداني : ٥٢٤ ، شرح ابن الناظم : ٧١٥ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١٣١.
(١) انظر ص ١٩٦ / ١ من هذا الكتاب.
(٢) في الأصل : الواو. ساقط.
(٣) في الأصل : رحيم.
(٤) أي : لآخذكم. انظر ارتشاف الضرب : ٢ / ٥٧٨.
(٥) في الأصل : فعلا. انظر الألفية : ١٥٤.
(٦) في الأصل : يليهما. انظر الألفية : ١٥٤.