وشمل «التّالي غير الفتح» : التّالي الضّمّ ، نحو «غرفة» ، والتّالي الكسر ، نحو «هند» فيجوز في كلّ واحد منهما ثلاثة أوجه :
الإتباع ـ كما سبق ـ ، والسّكون ، والفتح ، فتقول : «غرفات ، بالضّمّ ، إتباعا لحركة الفاء ، و «غرفات» بالسّكون (١) ، تخفيفا ، و «غرفات» بالفتح أيضا مخفّفا ، وفي نحو «هند» : «هندات» بالكسر ، إتباعا ، و «هندات» بالسّكون ، و «هندات» بالفتح ، وكذلك في سائرها.
وفهم منه : أنّ التّالي الفتح لا يجوز فيه إلا الإتباع ـ كما سبق ـ.
ثمّ استثنى من التّالي غير الفتح نوعين :
ما كان على «فعلة» بكسر الفاء ، ولامه واو ، أو على «فعلة» بضمّ الفاء ، ولامه ياء ، فقال رحمهالله تعالى :
ومنعوا إتباع نحو ذروه |
|
وزبية وشذّ كسر جروه |
يعني : أنّه يمتنع في هذين الاسمين وما أشبههما ـ الإتباع ، فلا يقال في «ذروة» (٢) : «ذروات» ، ولا في «زبية» (٣) : «زبيات» ، لثقل الواو بعد الكسرة ، والياء بعد الضّمّة.
ثمّ نبّه على أنّه قد سمع في «فعلة» بكسر الفاء ، ممّا لامه واو ـ الإتباع شذوذا بقوله : «وشذّ كسر جروه». يعني : شذّ كسر جمع «جروة» (٤).
ثمّ قال رحمهالله تعالى / :
ونادر أو ذو اضطرار غير ما |
|
قدّمته أو لأناس انتمى |
يعني : أنّ ما خالف ما تقدّم من الأحكام ، إمّا نادر ، كقول بعضهم في
__________________
(١) في الأصل : بالكسر. راجع شرح المكودي : ١ / ١٢٧.
(٢) ذروة كل شيء ـ بضم الذال وكسرها ـ : أعلاه.
انظر اللسان : ٣ / ١٥٠٠ (ذرا) ، المصباح المنير : ١ / ٢٠٨ (ذرا) ، حاشية الخضري : ٢ / ١٥٢ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٧.
(٣) الزبية : حفرة يحفرها الصائد لأجل أن يقع فيها ما يصطاده من أسد وغيره ، ولا يحفر إلا في موضع عال ، ولذا يقول في الأمر إذا عظم : بلغ السيل الزبى.
انظر اللسان : ٣ / ١٨١٠ (زبى) ، المصباح المنير : ١ / ٢٥١ (زبى) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٧ ، حاشية الخضري : ٢ / ١٥٢.
(٤) الجروة ـ مثلث الجيم مع سكون الراء ـ : الأنثى من ولد الكلب أو السبع.
انظر اللسان : ١ / ٦٠٩ (جرا) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٢٧ ، المصباح المنير : ١ / ٩٨ (جرى) ، حاشية الخضري : ٢ / ١٥٢ ـ ١٥٣.