وقد شذّ «فواعل» جمعا لـ «فاعل» صفة لمذكّر عاقل (١) ، وإلى / ذلك أشار ، فقال رحمهالله تعالى :
... |
|
وشذّ في الفارس مع ما ماثله |
أي : شذّ «فواعل» في جمع «فاعل» ، نحو «فارس وفوارس».
والمراد بـ «ما ماثله» : «سابق وسوابق ، وناكس ونواكس (٢) ، وداجن ودواجن» (٣).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وبفعائل اجمعن فعاله |
|
وشبهه ذا تاء او مزاله |
من أمثلة جمع الكثرة (٤) «فعائل» ويكون جمعا لعشرة أوزان كلّها مفهومة من البيت :
ـ «فعالة» الّتي ذكرها ، نحو «سحابة (٥) وسحائب».
وفهم من قوله : «وشبهه» أربعة أوزان كلّها بالتّاء :
ـ «فعالة» ـ بكسر الفاء ـ ، نحو «رسالة ورسائل».
ـ و «فعالة» ـ بضمّ الفاء ـ ، نحو «ذؤابة وذوائب» (٦).
__________________
(١) وذكر المبرد أنه الأصل وأنه جائز سائغ في الشعر ، فقال : وإذا اضطر شاعر جاز أن يجمع «فاعلا» على «فواعل» لأنه الأصل ، قال الشاعر :
وإذا الرّجال رأوا يزيد رأيتهم |
|
خضع الرّقاب نواكس الأبصار |
وفي الارتشاف : وأجاز الأصمعي أن تجمع هذه الصفة جمع الاسم بالحمل عليه. انظر المقتضب : ٢ / ٢١٧ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٢٠٨ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣١٣ ، شرح الشافية للرضي : ٢ / ١٥٣.
(٢) الناكس : المطأطىء والخافض رأسه. انظر اللسان : ٦ / ٤٥٤٠ (نكس) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣٧.
(٣) الداجن : في الأصل الشاة أو غيرها من كل ما هو في الأصل يألف البيوت ويلتقط الطعام ، ويكون وصفا للعاقل ، يقال : رجل داجن أي : مقيم بمكان. قال ابن حمدون : وباعتبار كونه وصفا للمذكر العاقل مثل به المكودي هنا فيسقط اعتراض من قال : الصواب عدم التمثيل به لأنه غير عاقل. انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٧٣ ، اللسان : ٢ / ١٣٣١ (دجن).
(٤) في الأصل : التكسير. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٧.
(٥) في الأصل : سحاب. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٣٧.
(٦) الذؤابة : قطعة من الشعر المرسل الواصل إلى الأذن ، وقيل : شعر الناصية ، وأصل جمعه «ذءائب» بهمزتين ، فأبدلوا الهمزة الأولى واوا ، كراهية اجتماع مثلين بينهما حاجز ، وهو الألف غير حصين لسكونه وزيادته. انظر اللسان : ٣ / ١٤٨٠ (ذأب) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٣٧.