إنّما ذكر باب التّصغير إثر باب التّكسير ، لأنّهما كما قال سيبويه : «من واد (١) واحد» (٢) ، لاشتراكهما في مسائل كثيرة ، يأتي ذكرها.
والمصغّر : ثلاثيّ ، وزائد ، وقد أشار إلى الأوّل بقوله :
فعيلا ... |
|
... إلى آخر البيت |
يعني : أنّك إذا صغّرت الاسم الثّلاثيّ ضممت أوّله ، وفتحت ثانيه ، وزدت ياء ساكنة بعد ثانيه ، فتقول في «زيد» : «زييد» ، وفي «قذى» : «قذيّ» بإدغام ياء التّصغير في لام الكلمة. ثمّ أشار إلى بنيتي التّصغير فيما زاد على الثّلاثيّ بقوله :
فعيعل ... |
|
... إلى آخره |
يعني : أنّك إذا صغّرت الزّائد على الثلاثيّ ـ قلت : «فعيعل (أو فعيعيل) (٣)».
فـ «فعيعل» للرّباعيّ المجرّد ، نحو «جعفر وجعيفر ، وبرثن وبريثن» ، و «فعيعيل» للرّباعيّ المزيد (٤) الّذي قبل آخره ياء ، نحو «قنديل وقنيديل» ، أو ألف (٥) نحو «شملال (٦) وشميليل» ، أو واو نحو «عصفور وعصيفير». وقد يصغّر على فعيعيل (٧) ما حذف منه وعوّض منه الياء ، وسيأتي (٨).
ثمّ قال :
وما به لمنتهى الجمع وصل |
|
به إلى أمثلة التّصغير صل |
يعني : أنّه يتوصّل في التّصغير إلى «فعيعل» ، «وفعيعيل» بما توصّل به في التّكسير إلى «فعلل ، وفعاليل» ، فتقول في تصغير «سفرجل ، ومستدع ، وحيزبون ، ومنطلق» : «سفيرج ، ومديع ، (وحزيبين) (٩) ، ومطيلق».
__________________
(١) في الأصل : في باب. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤١.
(٢) قال سيبويه في الكتاب (٢ / ١٠٦): «فالتصغير والجمع من واد واحد» وانظر شرح المكودي : ٢ / ١٤١ ، شرح المرادي : ٥ / ٨٩ ، شرح الأشموني : ٤ / ١٥٥.
(٣) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤١.
(٤) في الأصل : للزيد. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤١.
(٥) في الأصل : وألف. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤١.
(٦) في الأصل : شملان. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤١. يقال : ناقة شملال وشمليل أي : خفيفة سريعة. انظر اللسان : ٤ / ٢٣٣٣ (شمل) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٤١.
(٧) في الأصل : فعيعل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤١.
(٨) عند قوله :
وجائز تعويض يا قبل الطّرف |
|
إن كان بعض الاسم فيهما انحذف |
(٩) ما بين القوسيين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٤١.