يعني : أنّ التّنوين إذا كان إثر فتحة جعلته ـ أي : التّنوين ـ ألفا ، وإذا كان إثر غير فتح حذفته.
وشمل غير الفتح (١) : الضّمّ والكسر ، والمراد بالفتح : فتح الإعراب.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
واحذف لوقف في سوى اضطرار |
|
صلة غير الفتح في الإضمار |
يعني : أنّ (صلة) (٢) هاء الضّمير في الوقف ، إذا كانت (٣) صلة غير الفتح ـ حذفت (٤) ، وشمل الضّمّ والكسر ، نحو «رأيته ، ومررت به» ، فتقف عليهما بالسّكون.
وفهم من قوله : «غير الفتح» أنّ الواقعة بعد الفتح لا تحذف ، وهي ضمير المؤنّث نحو «رأيتها ، ومررت بها» ، والمراد بالفتح : فتح البناء.
وفهم من قوله : «في سوى اضطرار» أنّ الوقف يأتي على الواو والياء في الاضطرار (٥).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وأشبهت إذا منوّنا نصب |
|
فألفا في الوقف نونها قلب |
يعني : أنّ «إذن» الّتي هي من النّواصب يوقف عليها بإبدال النّون ألفا ، لشبهه بالتّنوين بعد الفتح ، فتقول : «إذا» (٦).
__________________
(١) في الأصل : فتح. انظر شرح المكودي : ١ / ١٥٦.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٥٧.
(٣) في الأصل : كان. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٥٧.
(٤) في الأصل : حذفته. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٥٧.
(٥) نحو قول رؤبة :
ومهمه مغبرّة أرجاؤه |
|
كأنّ لون أرضه سماؤه |
بإثبات الواو فيهما لفظا ، لأن صلة الضمير المرفوع والمجرور لا صورة لها في الخط كالتنوين. وقوله :
تجاوزت هندا رغبة عن قتاله |
|
إلى ملك أعشو إلى ضوء ناره |
بإثبات الياء فيهما لفظا لا خطا كما تقدم ، والضمير لـ «هند» هو علم رجل. انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٣٩. أوضح المسالك : ٢٨٦.
(٦) وهو مذهب أبي علي والجمهور. انظر ارتشاف الضرب : ١ / ٣٩٣ ، الهمع : ٦ / ٢٠٥ ، شرح المرادي : ٥ / ١٥٩ ، الجنى الداني : ٣٦٥ ، شرح الأشموني : ٤ / ٢٠٦ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٣٩ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ١٩٨١ ، شرح الشافية للرضي : ٢ / ٢٧٩.