وفهم من قوله : «وأشبهت» أنّ الوقف عليها بالألف على خلاف الأصل ، وإنّما هو للشّبه ، ولذلك ذكر بعضهم الوقف عليها بالنّون على الأصل (١).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وحذف يا المنقوص ذي التّنوين ما |
|
لم ينصب اولى من ثبوت فاعلما |
يعني : أنّ حذف الياء من المنقوص ، إذا كان غير منصوب أولى من / ثبوتها ، (فشمل) (٢) المرفوع نحو «هذا قاض» ، والمجرور نحو «مررت بقاض» بحذف الياء فيهما.
وفهم من قوله : «ما لم ينصب» أنّ الياء لا تحذف من المنصوب.
وفهم ممّا تقدّم في قوله (٣) :
تنوينا اثر فتح اجعل ألفا
أنّ المنقوص المنوّن المنصوب يبدل فيه التّنوين ألفا ، نحو «رأيت قاضيا» (٤).
وفهم من قوله : «أولى» أنّ جواز الوقف عليهما بالياء مرجوح ، نحو «هذا قاضي ، ومررت بقاضي».
هذا حكم المنقوص المنوّن ، وأمّا غير المنوّن فقد أشار إليه ، فقال رحمهالله تعالى :
وغير ذي التّنوين بالعكس ... |
|
... |
يعني : أنّ المنقوص غير المنوّن بالعكس من المنوّن ، فإثبات الياء فيه أولى من حذفها ، نحو «هذا القاضي ، ومررت بالقاضي».
__________________
(١) ونقل عن المازني والمبرد واختاره ابن عصفور.
انظر شرح المرادي : ٥ / ١٥٩ ، شرح ابن عصفور : ٢ / ١٧٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٣٩ ، الهمع : ٦ / ٢٠٥ ، شرح الأشموني : ٤ / ٢٠٦ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٣٩٣ ، الجنى الداني : ٣٦٥ ، شرح الشافية للرضي : ٢ / ٢٧٩.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٥٧.
(٣) في الأصل : تقدم وقوله. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٥٧.
(٤) قال المرادي في شرحه (٥ / ١٦١): «وحكى الأبدي : أن من العرب من يقف عليها بحذف التنوين» ، وعلى ذلك بنى المتنبي قوله :
ألا أذّن فما أذكرت ناسي