الألف ثلاثة أحرف فصاعدا ، نحو «حمراء ، وأربعاء (١) ، وعلياء ، وعاشوراء (٢)».
وفهم من هذا البيت ، ومن البيت الّذي قبله : أنّ الهمزة لا تطّرد زيادتها وسطا ، ولا آخرا بعد غير الألف. وفهم : أنّه إن تقدّم على الألف أقلّ من ثلاثة أحرف ـ حكم بأصالتها / نحو «كساء ، ورداء (٣)».
ثمّ قال رحمهالله :
والنّون في الآخر كالهمز وفي |
|
نحو غضنفر أصالة كفي |
يعني : أنّ النّون يحكم بزيادتها في موضعين :
أحدهما : أن يكون آخرا بعد ألف قبلها أكثر من حرفين ، وهو الّذي عني بقوله : «كالهمز» ، وذلك نحو «سكران ، وعثمان ، وزعفران» (٤). وفهم منه أنّه لو كان (٥) قبلها أقلّ من ثلاثة أحرف ـ حكم بأصالتها ، نحو «بيان».
الآخر : أن تقع وسطا ، وقبلها حرفان ، وبعدها حرفان ، نحو «عقنقل (٦) ، وجحنفل (٧) ، وغضنفر ـ وهو الأسد ـ» (٨)(٩).
__________________
(١) في الأصل : رابعاء. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٧٥. أربعاء : يقال بكسر الياء وضمها وفتحها ، وهو اليوم الرابع من الأسبوع ، لأن أول الأيام عندهم الأحد ، بدليل هذه التسمية ، ثم الاثنان ثم الثلاثاء ، ثم الأربعاء ، لكنهم اختصوه بهذا البناء للفرق. انظر اللسان : ٣ / ١٥٦٨ (ربع) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٧٦.
(٢) عاشوراء : اليوم العاشر من المحرم ، وقيل : التاسع. انظر اللسان : ٤ / ٢٩٥٢ (عشر) ، المصباح المنير : ٢ / ٤١٢ (عشر).
(٣) في الأصل : ورد. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٧٦.
(٤) الزعفران : هو الصبغ المعروف ، وهو من الطيب ، والجمع : زعافر ، والزعفران : فرس عمير بن الحباب. انظر اللسان : ٣ / ١٨٣٣ (زعفر).
(٥) في الأصل : كانت. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٧٦.
(٦) في الأصل : عقيل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٧٥. والعقنقل : الكثيب العظيم المتداخل الرمل ، والجمع : عقاقل. انظر اللسان : ٤ / ٣٠٤٩ (عقل) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٧٦.
(٧) الجحنفل : الغليظ ، وهو الغليظ الشفتين ، ونونه ملحقة له ببناء سفرجل. انظر اللسان : ١ / ٥٥٢ (جحفل) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٧٦.
(٨) انظر اللسان : ٥ / ٣٢٦٨ (غضفر).
(٩) وكذا يحكم بزيادة النون في مواضع ثلاثة أخر ، وهي :
الأول : الانفعال وفروعه كالانطلاق. الثاني : الافعنلال وفروعه كالاحرنجام. الثالث : المضارع نحو «تضرب». قال المرادي : إنما لم يذكر الناظم هذه المواضع الثلاثة هنا مع أن زيادة النون فيها مطردة لوضوح أمرها. انظر شرح المرادي : ٥ / ٢٥٨ ـ ٢٥٩ ، الهمع : ٦ / ٢٣٨ ـ ٢٣٩ ، شرح الأشموني : ٤ / ٢٦٧ ، التسهيل : ٢٩٥ ، الممتع : ٢٥٧ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢٠٤٢.