ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وامنع زيادة بلا قيد ثبت |
|
إن لم تبيّن حجّة كحظلت |
يعني : أنّ كلّ ما خالف المواضع المذكورة في هذا الباب في اطّراد الزّيادة ـ تمتنع زيادته ، إلا إذا قام على زيادته دليل ، من اشتقاق ، أو غيره. فيحكم على نون «حنظل» بالزّيادة ، وإن لم تكن في موضع اطّراد زيادة النّون ، كقولهم : «حظلت الإبل» ـ بكسر الظّاء ـ إذا أكثرت من أكل الحنظل (١) ، وهو نوع من الشّوك (٢) ، فسقوط (٣) النّون في «حظلت» دليل على زيادتها / في «حنظل» ، وأمثال ذلك كثيرة (٤).
__________________
(١) وقال أبو حنيفة : حظل البعير فهو حظل : رعى الحنظل فمرض عنه. انظر اللسان : ٢ / ٩٢٠ ، ٩٢٥ (حظل). انظر شرح المكودي : ٢ / ١٧٧ ، المصباح المنير : ١ / ١٤١ ، شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ٢٠٥٧.
(٢) وقال ابن منظور : الحنظل : الشجر المر. انظر اللسان : ٢ / ١٠٢٥ (حنظل) ، شرح المكودي : ٢ / ١٧٧.
(٣) في الأصل : بسقوط. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٧٧.
(٤) ومن ذلك زيادة همزة «شمأل» بدليل قولهم : «شملت الريح» أي : هبت شمالا ، وميم «دلامص» بدليل قولهم : دلصت الدرع فهي دلاص ، ودلاص ـ بكسر الدال المهملة وضمها ـ أي : براقة ، وهاء «أمهات» بدليل سقوط هائها في الأمومة ، ولام «فحجل» بدليل قولهم فيه : «الفحج».
انظر شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ٢٠٥٧ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ١٨٨ ، شرح المرادي : ٥ / ٢٦٣ ، شرح الشافية للرضي : ٢ / ٣٨١ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٩٤ ، ١٠٦ ، ١٠٧ ، شرح المكودي : ١٤٤ ، ١٥٩ ، ٢٠١ ، ٢٠٩ ، الممتع : ١ / ٢١٣ ، ٢١٧ ، ٢٢٧ ، ٢٣٩.