فيقال : «باضّ» ، فيلتبس بـ «فاعل» (١) من المضاعف ، نحو «باضّ» (٢). وأمّا نحو «أهوى» ممّا أعلّت لامه ، فلو نقلت فيه الحركة ، لتوالى عليه الإعلال والتّحريك.
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
ومثل (٣) فعل في ذا الاعلال اسم |
|
ضاهى مضارعا وفيه وسم |
يعني : أنّ الفعل يشاركه في وجوب الإعلال بالنّقل المذكور كلّ (٤) اسم أشبه المضارع في زيادته لا في وزنه ، أو في وزنه لا في زيادته ، فشمل صورتين :
(الأولى) (٥) : أن تبني من «البيع» مثل «تحلىء» (٦) ، فتقول : «تبيع» ، وأصله «تبيع» ـ بسكون الباء ـ فأعلّ ، لأنّه أشبه الفعل المضارع في الزّيادة وهي التّاء ، وخالفه في الوزن.
والثّانية : نحو «مقام» ، أصله «مقوم» فأشبه الفعل المضارع في الوزن نحو «تشرب» وخالفه في الزّيادة ، لأنّ الميم لا تزاد في أوّل المضارع. وهذا معنى قوله : «وفيه وسم» أي : فيه علامة يمتاز بها عن الفعل.
وفهم منه : أنّ الاسم إذا كان شبيها / بالمضارع في الوزن والزّيادة ـ لم يعلّ ، نحو «أبيض ، وأسود» ، لأنّه لو أعلّ ، لالتبس بالفعل ، إذ ليس فيه علامة يمتاز بها عنه.
وفهم منه أيضا : أنّه إن لم يشابه الفعل المضارع لا في الوزن ولا في الزّيادة ـ
__________________
(١) قال ابن حمدون : وليس المراد بـ «فاعل» في كلامه اسم فاعل من «باض» ، لأن اسم الفاعل وإن كان على هذا الوزن أيضا ، لكنه منون ، والذي يقع في اللبس به إنما هو المفتوح الضاد الغير المنون ، وإن كان في التصريح صرح بأن اللبس يقع باسم الفاعل. انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٩٦ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٩٣.
(٢) في الأصل : قاضي. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٦. وباض : فعل ماض من البضاضة ، والبضاضة : نعومة البشرة والجلد. انظر حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٩٦ ، اللسان : ١ / ٢٩٦ (بضض). وذهب الأزهري في التصريح (٢ / ٣٩٣) إلى أن «باض» اسم فاعل من البضاضة.
(٣) في الأصل : الواو. ساقط. انظر الألفية : ٢٠٩.
(٤) في الأصل : وكل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٦.
(٥) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٦.
(٦) تحلىء : ـ بكسر التاء وسكون الحاء وكسر اللام وآخره همزة ـ القشر الذي على وجه الجلد مما يلي منبت الشعر ، ويطلق على وسخ الشعر وسواده ، وما فسد من الجلد إذا أزيل منه الشعر بالسكين. انظر اللسان : ٢ / ٩٥٥ (حلأ) ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ١٩٦ ، حاشية الخضري : ٢ / ٢٠٤.