لم يعلّ ، كـ «مكيال». وقد فهم من هذا القانون أنّ نحو «مفعل» ، كـ «مخيط» ـ يعلّ ، لأنّه أشبه الفعل المضارع في الوزن دون الزّيادة ، لأنّه مثل «تفعل» بكسر التّاء (١) ـ (في لغة) (٢) كنانة (٣) ، فأخرجه بقوله رحمه تعالى :
ومفعل صحّح كالمفعال |
|
... |
يعني : إنّما صحّح «مفعل» ، وإن كان ظاهره يقتضي الإعلال ، لأنّه حمل على «مفعال» ـ بالألف ـ ، و «مفعال» لم يشبه الفعل لا في الوزن ولا في الزّيادة (٤).
وذكر كثير من أهل التّصريف : أنّه إنّما صحّح ، لأنّه مقصور منه ، فهو هو (٥).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
... |
|
وألف الإفعال واستفعال |
أزل لذا الإعلال والتّا الزم عوض |
|
... |
__________________
(١) في الأصل : يفعل بكسر الياء. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٦.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل. انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٦.
(٣) انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٦. وقال ابن مالك في شرح الكافية : لأنه على وزن «تعلم» على لغة بني أخيل. انتهى. وقال أبو حيان : فالحجاز تفتح ـ يقصد حرف المضارعة ـ نحو «تعلم وتنشأ ، ويتغافل وتنقاد وتستخرج» وغيرهم من العرب : قيس وتميم وربيعة ومن جاورهم يكسر إلا في الياء فيفتح ، إلا بعض كلب فيكسر فيها وفي غيرها من الثلاثة. انتهى.
وقال السيوطي في الهمع : وكسره أي : أول المضارع إلا الياء إن كسر ثاني الماضي كـ «تعلم» أو زيد أوله تاء كـ «يتدحرج ويتعلم» أو وصل كـ «يستعين» أو الياء أيضا مطلقا ، قرىء : فإنهم يألمون كما تيلمون بكسر الياء والتاء. انتهى.
انظر شرح المكودي : ٢ / ١٩٦. شرح الكافية لابن مالك : ٤ / ٣١٤١ ، ارتشاف الضرب : ١ / ٨٨ ، الهمع : ٦ / ٣٤ ، الكتاب : ٢ / ٢٥٦ ، شرح الشافية للرضي : ١ / ١٤١ ، شرح الكافية للرضي : ٢ / ٢٢٨ ، التسهيل : ١٩٧ ـ ١٩٨.
(٤) قال ابن مالك في شرح الكافية (٤ / ٢١٤١): «مفعال» كـ «مسواك» مستحق للتصحيح ، لأنه غير موازن للفعل ، لأجل الألف التي قبل لامه ، و «مفعل» شبيه به لفظا ومعنى ، فصحح حملا عليه». وانظر شرح ابن الناظم : ٨٦٠ ، المقتضب : ١ / ٢٤٦ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ٢٠٤ ـ ٢٠٥ ، شرح المكودي : ٢ / ١٩٦.
(٥) لا أنه محمول عليه ، قال سيبويه : «وسألته : أي : الخليل ـ عن «مفعل» لأي شيء أتم ، ولم يجر مجرى «أفعل» ، فقال : لأن «مفعلا» إنما هو من «مفعال» ألا ترى أنهما في الصفة سواء ... وقد يعتوران الشيء الواحد ، نحو «مفتح ومفتاح» ، و «منسج ومنساج» ، و «مقول ومقوال» ، فإنما أتممت فيما زعم الخليل أنها مقصورة من «مفعال» أبدا. انتهى.
انظر الكتاب : ٢ / ٣٦٧ ، شرح المرادي : ٦ / ٦٣ ، المنصف : ٣٢٣١ ، شرح الأشموني : ٤ / ٣٢٢ ، شرح الملوكي : ٢٢٣ ، الممتع : ٢ / ٤٨٧ ، حاشية الخضري : ٢ / ٢٠٥ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ٣٩٤ ، شرح ابن يعيش : ١٠ / ٨٦.