ثمّ قال رحمهالله :
وأفعل التّفضيل صله أبدا |
|
تقديرا او لفظا بمن إن جرّدا |
لا يستقيم معنى التّفضيل إلّا من مفضّل ومفضّل عليه ، ولفظ دالّ على التّفضيل ، ولذلك وجب أن يوصل أفعل التّفضيل ـ إذا جرّد من «أل» والإضافة ـ باسم مجرور بـ «من» (١) يكون هو المفضّل عليه ، فإن ظهر في اللّفظ ، نحو (أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً) [ق : ٣٦] ، وإلا قدّر نحو (أَكْثَرُ أَمْوالاً) [سبأ : ٣٥] ، تقديره : منكم.
وأكثر ما يحذف إذا كان «أفعل» خبرا ـ كما مثّل ـ ويقلّ إذا كان صفة أو حالا (٢).
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وإن لمنكور يضف أو جرّدا |
|
ألزم تذكيرا وأن يوحّدا |
وتلو أل طبق وما لمعرفه |
|
أضيف ذو وجهين عن ذي معرفه |
هذا إذا نويت معنى من وإن |
|
لم تنو فهو طبق ما به قرن |
لأفعل التّفضيل ثلاثة أحوال :
أحدها : أن يضاف إلى نكرة ، أو يجرّد من الإضافة ، ويؤتى بالمفضّل عليه مجرورا بـ «من» / : إمّا في اللّفظ ، وإمّا في التّقدير ، فيلزم لفظ الإفراد والتّذكير ،
__________________
(١) اختلف في «من» المصاحبة لـ «أفعل» التفضيل : فذهب المبرد ومن وافقه إلى أنها لابتداء الغاية. وذهب سيبويه إلى أنها لابتداء الغاية أيضا ، وأشار إلى أنها مع ذلك تفيد معنى التبعيض ، فقال في «هو أفضل من زيد» : فضله على بعض ولم يعم. وذهب في شرح التسهيل إلى أنها لمعنى المجاوزة ، فإن القائل : «زيد أفضل من عمرو» كأنه قال : جاوز زيد عمرا في الفضل.
انظر المقتضب : ٤ / ١٨٢ ، الكتاب : ٢ / ٣٠٧ ، شرح المرادي : ٣ / ١١٥ ، شرح الأشموني : ٣ / ٤٥.
(٢) مثال الصفة قوله :
تروّحي أجدر أن تقيلي |
|
غدا بجنبي بارد ظليل |
أي : تروحي وأتي مكانا أجدر من غيره بأن تقيلي فيه. ومثال الحال قوله :
دنوت وقد خلناك كالبدر أجملا |
|
فظلّ فؤادي في هواك مضلّلا |
أي : دنوت أجمل من البدر وقد خلناك كالبدر.
انظر التصريح على التوضيح : ٢ / ١٠٣ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ٤٧ ، شرح الأشموني : ٣ / ٤٥ ـ ٤٦ ، شرح ابن الناظم : ٤٨٠.