ثمّ قال رحمهالله تعالى :
وإن تكن بتلو من مستفهما |
|
فلهما كن أبدا مقدّما |
كمثل ممّن أنت خير ولدى |
|
إخبار التّقديم نزرا وجدا |
إذا كان المفضّل عليه مجرورا بـ «من» ـ وجب تقديمه على أفعل التّفضيل ، إن كان اسم استفهام أو مضافا إليه ، نحو «ممّن أنت خير ، ومن غلام من أنت أفضل» ، لما تقدّم (١) من أنّ الاستفهام له صدر الكلام ، وفي غير ذلك فتأخيره (٢) واجب ، وقد يتقدّم قليلا ، نحو :
١٦٦ ـ ... وزوّدت |
|
جنى النّحل بل ما زوّدت منه أطيب |
ثمّ قال رحمهالله تعالى :
__________________
الناظم : ٤٨٣ ، شرح دحلان : ١٢٠ ، شرح المكودي : ٢ / ٤ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٠٥ ، شرح الألفية للشاطبي (رسالة دكتوراه) : ١ / ٩٠ ، التحفة المكية (رسالة ماجستير) : ١٨١.
والناقص : هو يزيد بن الوليد بن عبد الملك ، لقب بذلك لأن سلفه الوليد كان قد زاد في أعطيات الجند ، فلما ولي يزيد نقص الزيادة ، ويقال : أول من لقبه بذلك مروان بن محمد.
انظر البداية والنهاية : ١٠ / ١١ ، تذكرة النحاة : ٤٢٠ ، حاشية الخضري : ٢ / ٤٨ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ٥ ، الأعلام : ٨ / ١٩١.
والأشج : هو عمر بن عبد العزيز بن مروان ، لقب بذلك لأثر حافر فرس شجه في جبهته وهو صغير. انظر شذرات الذهب : ١ / ١١٩ ، الأعلام : ٥ / ٥٠ ، حاشية الخضري : ٢ / ٤٨ ، حاشية ابن حمدون : ٢ / ٤.
(١) في الأصل : تقدر.
(٢) في الأصل : فتأخره.
١٦٦ ـ من الطويل ، للفرزدق من قصيدة له في ديوانه (٣٢) ، وتمامه :
فقالت لنا أهلا وسهلا وزوّدت |
|
جنى النّحل بل ما زوّدت منه أطيب |
ويروى : «وقالت» بدل «فقالت» ، ويروى «أو ما زودت هو أطيب» وعليها فلا شاهد فيه ، ويروى : «أو ما زودت منه أطيب». جنى النحل : أي ما يجنى منه ، وهو العسل. والشاهد في قوله : «منه أطيب» حيث قدم «من» ومجرورها على أفعل التفضيل مع أن المجرور بـ «من» غير استفهام ، وهو قليل ، والمعنى : بل الريق الذي زودته أطيب من جنى النحل.
انظر المكودي مع ابن حمدون : ٢ / ٥ ، شرح الأشموني : ٣ / ٥٢ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ١١٣٣ ، تذكرة النحاة : ٤٧ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٤٣ ، شرح ابن يعيش : ٢ / ٦٠ ، الهمع (رقم) : ١٥٠٤ ، الدرر اللوامع : ٢ / ١٣٧ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ٤٩ ، شواهد الجرجاوي : ١٩٧ ، شرح المرادي : ٣ / ١٢٧ ، كاشف الخصاصة : ٢٢٢ ، شواهد العدوي : ١٩٧.