فالأوّل واقع موقع قولك : لن ترى (١) في النّاس (من) (٢) رفيق يلي به الفضل كولايته (٣) الصّدّيق.
والثّاني موقع : ما رأيت رجلا يحسن في عينه الكحل كحسنه في عين زيد».
__________________
«الكحل» وهو أجنبي من الموصوف ، لكونه لم يتصل بضميره ، فلو رفع على الابتداء لفصل «أحسن» بينه وبين معموله ـ وهو منه ـ بأجنبي وهو «الكحل» ، و «الكحل» مفضل على نفسه باعتبارين : فباعتبار كونه في عين زيد فاضل ، وباعتبار كونه في عين غيره مفضول ، والمعنى : أن الكحل في عين زيد أحسن من نفسه في عين غيره من الرجال. ونقل عن الرماني جواز ذلك في المثبت نحو «مررت برجل أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد».
قال الرضي : والسماع لم يثبت إلا في المنفي ، وقال : ولا منع أن يستعمل في ذلك ما يفيد النفي وإن لم يكن صريحا فيه نحو «قلما رأيت رجلا أحسن في عينه الكحل» وقاس ابن مالك على النفي : النهي والاستفهام.
انظر الكتاب : ١ / ٢٣٢ ، المقتضب : ٣ / ٢٤٨ ـ ٢٤٩ ، شرح الكافية لابن مالك : ٢ / ١١٤٠ ، الهمع : ٥ / ١٠٧ ـ ١٠٨ ، شرح الألفية للشاطبي (رسالة دكتوراه) : ١ / ٩٦ ، شرح المرادي : ٣ / ١٢٧ ، الوضع الباهر ورفع أفعل الظاهر لابن الصائغ : ٢٦ ـ ٢٧ ، تاج علوم الأدب : ٣ / ٨٨٥ ، شرح الرضي : ٢ / ٢١٩ ، ٢٢١ ، التحفة المكية (رسالة ماجستير) : ١٨٤ ، شرح الأشموني : ٣ / ٥٤ ، شرح ابن عقيل : ٢ / ٥٠ ، التصريح على التوضيح : ٢ / ١٠٦.
(١) في الأصل : لمن يرى.
(٢) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٣) في الأصل : كولاية.