١٧٣ ـ وقلن على الفردوس أوّل مشرب |
|
أجل جير إن كانت أبيحت دعائره |
ثمّ قال :
ومضمر الرّفع الّذي قد انفصل |
|
أكّد به كلّ ضمير اتّصل |
قد سبق أنّ تأكيد غير المرفوع من الضّمائر المتّصلة بالمنفصل جائز (لا) (٢) واجب ، ويؤكّد بالمنفصل ، لأجل تأكيده ببعض ألفاظ التّوكيد ، أو لإرادة العطف عليه ، وهو من قسم التّوكيد اللّفظيّ ، وتؤكّده بضمير الرّفع المنفصل ، نحو «مررت بي أنا ، ورأيتك أنت ، وأكرمته هو» ، ولا يؤكّد المجرور إلّا بذلك.
وأمّا المنصوب ، فإذا قيل : «أكرمتك إيّاك» ، فهو بدل عند البصريين ، وتأكيد عند الكوفيّين والنّاظم (٣).
__________________
١٧٣ ـ من الطويل لمضرس بن ربعي الأسدي من قصيدة له ، وقبله :
تحمّل من ذات التّنانير أهلها |
|
وقلّص عن نهي الدّفينة حاضره |
ويروى : «على البردي» بدل «على الفردوس» وهو موضع. ويوجد بيت من قصيدة لطفيل الغنوي في ديوانه (٤٩) شبيه بهذا البيت ، وهو :
وقلن ألا البرديّ أوّل مشرب |
|
أجل جير إن كانت رواء أسافله |
قال البغدادي : «وقد رأيت البيت الشاهد في قصيدة قافية من شعر كعب بن زهير الصحابي وهو :
وقلن ألا البرديّ أول مشرب |
|
أجل جير إن كانت سقته بوارقه» |
الفردوس : روضة دون اليمامة ، وقيل : لبني يربوع. دعاثره : جمع دعثور ، وهو الحوض المتثلم ، والضمير فيه يعود إلى الفردوس. والمعنى : قالت النسوة : لنا أول مشرب من هذا الموضع فأجبن بأنه يكون كذلك لو كانت حياض هذا الموضع مباحة لكل أحد. والشاهد فيه على أن إعادة حرف الجواب بمرادفه للتأكيد كما في قوله : «أجل جير» أحسن من إعادته بلفظه.
انظر شرح الكافية لابن مالك : ٣ / ١١٨٦ ، الخزانة : ١٠ / ١٠٤ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٩٨ ، أبيات المغني : ٣ / ٦٥ ، شرح ابن يعيش : ٨ / ١٢٢ ، ١٢٤ ، مغني اللبيب (رقم) : ١٨٧ ، الهمع (رقم) : ١٥٦٣ ، الجنى الداني : ٣٦٠ ، اللسان (جير) ، جواهر الأدب : ٤٦١ ، شواهد المغني : ١ / ٣٦٢ ، الدرر اللوامع : ٢ / ٥٣ ، ١٥٨ ، شواهد المفصل والمتوسط : ٢ / ٦٠٨ ، تاج علوم الأدب : ٢ / ٥١٢ ، شرح ابن الناظم : ٥١١ ، شرح المرادي : ٣ / ١٧٥.
وانظر بيت طفيل في الجنى الداني : ٤٣٤ ، الخزانة : ١٠ / ١٠٧ ، شواهد المغني : ١ / ٣٦١ ، أبيات المغني : ٣ / ٥٨ ، الشواهد الكبرى : ٤ / ٩٨ ، الدرر اللوامع : ٢ / ٥٢ ، ٨٨ ، الهمع : ٢ / ٤٤ ، ٧٢.
(١) ما بين القوسين ساقط من الأصل.
(٢) قال ابن مالك في التسهيل : «ويجعل المنصوب المنفصل في نحو «رأيتك إياك» توكيدا لا