المعارف ، والذي يدلّ على ؛ أنّ الضّمائر أعرف المعارف ، أنّها لا تفتقر إلى أن توصف كغيرها من المعارف ، وهو قول سيبويه. وذهب بعضهم إلى أنّ الاسم المبهم أعرف المعارف ، ثمّ المضمر ، ثمّ العلم ، ثمّ ما فيه الألف واللّام ؛ وهو قول أبي بكر ابن السّرّاج (١). وذهب آخرون إلى أنّ أعرف المعارف الاسم العلم ، لأنّه في أوّل وضعه ، لا يكون له مشارك / به / (٢) ، ثمّ المضمر ، ثم المبهم ، ثم ما عرّف بالألف واللّام ؛ وهو قول أبي سعيد السّيرافيّ (٣). فأمّا ما عرّف بالإضافة ؛ فتعريفه بحسب ما يضاف إليه من المضمر ، والعلم ، والمبهم ، وما فيه الألف واللّام على اختلاف الأقوال.
[علّة بناء الأسماء المضمرة والمبهمة]
فإن قيل : فلم بني الاسم المضمر والمبهم دون سائر المعارف؟ قيل : أمّا المضمر فإنّما بني ؛ لأنّه أشبه الحرف ؛ لأنّه جعل دليلا على المظهر ، فإذا جعل علامة على غيره ، أشبه تاء التّأنيث / وإذا أشبه تاء التّأنيث / (٤) ، فقد أشبه الحرف ، وإذا أشبه الحرف ، فيجب أن يكون مبنيّا. وأمّا المبهم ؛ وهو اسم الإشارة ، فإنّما بني ؛ لتضمّنه معنى حرف الإشارة.
[حرف الإشارة مضمر غير منطوق به]
فإن قيل : أين حرف الإشارة؟ قيل : حرف الإشارة وإن لم ينطقوا به ، إلّا أنّ القياس كان يقتضي أن يوضع له حرف كغيره من المعاني كالاستفهام ، والشّرط ، والنّفي ، والنّهي ، والتّمنّي ، والتّرجّي ، والعطف ، والنّداء ، والاستثناء ، إلى غير ذلك ، إلّا أنّهم / لمّا / (٥) لم ينطقوا به ، وضمّنوا معناه اسم الإشارة ، وإن لم ينطق (٦) به ؛ وجب أن يكون مبنيّا ؛ فاعرفه تصب ، إن شاء الله تعالى.
__________________
(١) سبقت ترجمته.
(٢) سقطت من (س).
(٣) سبقت ترجمته.
(٤) سقطت من (ط).
(٥) سقطت من (ط).
(٦) في (س) ينطقوا.