قال شمر يقول إذا بعد من تُحِبُّ انقطع الرَّجَاء إلا أن يكون حاضراً لحاجَتِك قريباً منها. وقال رجاء من رجا ، ثم استثنى فقال إلا احتضار الحاج أي إلا أن تحضره ، والحاج جمع حاجَةٍ ، وتَحَوَّج طلب حاجةً. وأخبرني المنذريُّ عن أبي الحسن الشيخي عن الرياشي قال يقال حاجَةٌ وحَاجٌ وأَخْبَرني عن أبي الهيثم أنّه قال الحاجَةُ في كلام العرب الأَصْل فيها حائجة حذفوا منها الياء فلمَّا جمعوها ردوا إليها ما حذفوا منها فقالوا حاجة وحوائج فدلّ جمعهم إياها على حوائج أن الياء محذوفة من الواحدة قال وقالوا حاجة حوجاء وأنشد :
وحُجْتُ فلم أكُدُرْكُمُ بالأَصَابِع
أي تعفَّفْتُ عن سُؤَالِكُمْ. وقال اللحياني حَاجَ الرّجُلُ يَحُوجُ ويَحِيجُ ، وقد حِجتُ وحُجْتُ أي احتَجْتُ ويقال كلمت فلاناً فما رَدّ عليّ حَوْجَاءَ ولا لَوْجَاء على فعلاء ممدود ، ومعناه ما ردّ عليّ كلمة قبيحة ولا حسنةً. وقال اللحياني ما لي فيه حوجَاءُ ولا لَوْجَاءٌ ولا حويْجَاءُ ولا لويجاء أبو العبّاس عن ابن الأعرابي حَاجَ يَحُوجُ حَوْجاً إذا احْتَاجَ. قال : والحَوْجُ الطلب ، والحَوْجُ الفقر.
جوح : أبو العباس عن ابن الأعرابي : جَاحَ الرَّجُل يجوح جَوْحاً إذا أَهْلَكَ مال أقربائِه ، وجَاح يَجُوح جَوْحاً إذا عدا عن المحجَّة إلى غيرها ، أبو عبيد الجَائِحة المصيبة تحل بالرجل في ماله فتجْتَاحُه كُلَّه. قال شمر ، وقال ابن شميل : أصابَتْهُمْ جائِحة أي سنَةٌ شديدةٌ اجتاحت أموالَهُم فلم تَدعْ لهم وَجَاحاً ، والوَجاح بقية الشيء من مَالٍ أو غيرِه. وقال الليث الجوح من الاحْتِياح ، يقال جَاحَتْهُم السنة واجتاحتهم ، وهي تَجُوحُهم جَوْحاً وجِياحَةً ، وهي سنة جائحة جدْبَةٌ. ونزلت بفلان جائِحة من الجوائِح. وروي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أَنّه أمر بوضع الجوائِح ومنه قول شاعر الأنصار :
ولَكِنْ عرايا في السنين الجوائِحِ
وأخبرني عبد الملك عن الربيع عن الشافعي قال : جِمَاع الجَوائِح كلُّ ما أذْهَبَ الثمرة أوْ بعضَها من أمْرٍ سماوِيٍّ بغير جنايةِ آدمي. قال وإذا اشترى الرجل ثمر نخل بعد ما يحل بيعُه فأُصِيبَ الثمر بعد ما قبضه المشترِي لزمَه الثمن كلّه ، ولم يكن على البائِع وضْعُ ما أصابَه من الجائِحة عَنْه. قال واحتملَ أمرُه بوضع الجوائِح أن يكون حَضّاً على الخير لا حتما كما أَمَر بالصُّلْح على النِّصف ومثل أمرِه بالصدقة تطوعاً فإذا خَلَّى البائِعُ بين المشترِي وبين الثمر فأصابته جائحة لم يُحكمْ على البائِع بأن يضع عنه من ثمنه شيئاً.
قلت : والجائحة تكون بالبَرَدِ يقعُ من السماء إذا عظم حَجْمُه فكثر ضَرَرُه ، وتكون بالبرْدِ المحرق والحر المُفْرِط حتى يفسد الثمر.
عمرو عن أبيه قال : الجَوْحُ الهلاك والجائِحَةُ مأخوذةٌ منه.
وجح : قال شمر : الوَجَحُ الملجأُ وكذلك الوَجَحُ وأنشد :