حتّى حصل بسواد عكبرا.
وأنا إذ ذاك ببغداد ، فقدم وفد من الحجاز فيهم أبو عبد الله محمّد بن عرار (١) الأسود الطاهري الحسيني رحمهالله ، فعرّفوني القصّة بالشرح الذي قدّمته ، فتوجّهت إلى عكبرا ، فلم أصادفه ، فعرّفت صورته النقيب بعكبرا ، الشريف أبا الغنائم ابن أخي البصري المعروف بان بنت الأزرق حرسه الله ، فقال : هذه قصّة غلقة وأنت تمضي والحجّة ربّما تعذّرت عليّ ، فأطلقت خطّي بفساد نسب الصبي ، وألزمت نفسي جريرة تأديبه ، وتوجّهت إلى الموصل.
وورد عليّ كتاب نقيب عكبرا أبي الغنائم حرسه الله : انّ الصبي وافى في جماعة ، فقبض عليه وحدّده وتفرّقت الجماعة عنه ، وانّ المعروف ب من» مضى إلى بعض بني حماد ، وهو الوالي على عكبرا ، فرشاه (٢) دنانير لها قدر حتّى حمل نفسه على الصعب ، فاستفكّ الدعي من يد النقيب بالقوّة ، وغاب خبر الدعي وخبر «من» صاحبه ، فقيل : إنّهما ماتا ، والله أعلم.
وادّعى إلى بيت الحراني غلام أسمر ، صافي اللون ، ملتفّ الجسم ، واضح الجبهة ، جيّد العارضة ، رقيق الشفتين ، صلت الوجه ، قويّ النفس ، يعمل جبلا وينصب مناصب (٣).
__________________
(١) في العمدة : محمّد بن محمّد بن عرار (أيضا بالمهملة) وفي ش فقط (غرار) بالمعجمة.
(٢) كذا في الأصل ، وهذه العبارة لا توجد فيما نقله صاحب «العمدة» ره من «المجدي» ولم ينسبه عليها محشّيها العلاّمة قده هل توجد في مخطوطته من المجدي أم لا ، وعبارة العمدة (رشا والي عكبرا مبلغا عظيما حتّى خلصه غصبا) والعبارة في (ن) مضطربة والتصحيح من (ش).
(٣) في (ش) يعمل حيلا وينتصب مناصيب ، ولما في (ن) أيضا وجه ، ففي القاموس ...