زيد الشهيد ، كان يتولّى البزاة مع عضد الدولة ، ثمّ ولاّه الموصل قبل إصعاده إليها ، فقتله (١) بنوا حمدان ، وباسمه كتب الوقف اليوم ولقبه فدانه.
وأخوه القاسم يلقّب قرطلاش ، قبره ببلد قرية بقرب الموصل ، فحدّثني الشريف الثقة أبو الحسين محمّد بن العبّاس بن علي العلوي العمري الموصلي رحمهالله ، قال : لمّا وقف أبو تغلب ابن حمدان رحمهالله على آل أبي طالب «بازوايا» و «التليديّة» وكتب الكتب باسم أبي جعفر فدانه وأسدى إلى العلويّين الجميل حتّى أثروا في أيّامه.
فلمّا جاء عضد الدولة ودخل الموصل سنة نيّف وستّين وثلاثمائة انبثّ كراعه في السواد ، فأمّا (٢) بازوايا فأخذوا من التين (٣) والدجاج ، فجاء الطالبيّون ، فضجّوا فأذن لهم عضد الدولة ، فدخلوا عليه فشكوا إليه (٤) ، وقالوا : ضيعتنا تعرض لها أصحابك ، فقال : الدليل على أنّها ضيعتكم أيّ شيء هو؟ قالوا : كتب الوقف.
قال : فأحضروها وهو مغتاظ عليهم ، فأحضروها ، فقال اقرءوا ، وكان الناس لا يقولون «أبو تغلب» إنّما يقولون «أبو مغلوب» فقال قارئهم : هذا ما وقف الأمير الأجلّ أبو تغلب ، فضجّت الجماعة له بالدعاء ، وعليه بالثناء ، فأكبر ما جرى الخدم ، وهمّوا بالايقاع بالطالبيّين.
__________________
(١) في خ فقط : فقبله.
(٢) كذا وفي سائر النسخ : «فإذا» ولعلّه مصحف من فآذوا أو بازاء؟
(٣) كذا صريحا في الأساس وفي (ك) بالياء المثنّاة التحتانيّة ، وفي (ش ور وخ) التبن بالباء الموحّدة التحتانيّة.
(٤) في (خ) فشكوا حالهم.