وأمّا أبو إبراهيم المحسّن بن الحسين ، فأولد عدّة بنات ، منهنّ : فاطمة الشريفة العفيفة ، خرجت إلى مصعب بن أبي إبراهيم الحسيني الملقّب عين الذهب ، ثمّ خلّف عليها أخوه أبو علي أحمد الأديب ، وكان ابن عمّتها فلم تلد منهما ، وكانت ذات قدر ودين وحال ، امّها محمّديّة ، ورأيت لها جاريتين عتاقة (١) بحلب تتحدّثان عنها بأشياء جميلة في المروءة والدين.
وكان له من الولد الذكور الأمير أبو محمّد الحسن ، يحفظ القرآن ويتفقّه ، وكان لبس الصوف ثمّ خلعه ، ومال إلى السيف وأخذ حرّان هو وإخوته ، ومضت لهم عجائب ، ويلقب «المطير» لأنّه إذا غضب على إنسان جعله فوق قصره ثمّ أمر به فيدفع ، فيقال له : طر ، فلا يصل إلاّ قطعا.
وأبو الفوارس محمّد كان فاضلا ، امّه محمّديّة ، له بقيّة إلى يومنا ، وكان لأبي الفوارس ولد أهيب (٢) ما يكون من الرجال ، نضارة وفصاحة وفروسيّة ، يكنّى أبا الكتائب ، قتل في طراد بني عمران بطن من نمير ، وخلّف بنتين.
ومفضّل بن المحسّن ، كان له ولد يقال له : الحسين ، قوي القلب ، أحد الفرسان على ما بلغني ، قتل بدمشق.
ومسلم بن المحسّن ، كان له ولد يدعى ماجدا له بنت بحلب.
__________________
(١) كذا في الاساس وك وش ، وفي القاموس : مولى عتاقة ومولى عتيق ومولاة عتيقة فالقياس ظاهرا : عتيقتين والله أعلم.
(٢) في الأساس : ولد هيام مضبوطا بالقلم بصورة صيغة المبالغة ، وفي ك ولدا هيابا ، وفي ش وخ «ولدا هياما» مع علامة الشدّة فوق هياما ـ والتصحيح قياسي بقرينة نصب «ولدا» في ك وش وخ ، اذ لا محلّ للنصب فيه فالألف لا محالة تكون لكلمة اخرى ، ولا يستوي المعنى مع «هيابا يكون من الرجال». والله أعلم.