وأحمد بن المحسّن ، كان شجاعا متقدّما ، وكان أقرع إذا دخل القتال كشف رأسه.
وأبو الحسن علي بن المحسّن ، كان ستيرا مات بآمد بعد أن أصابه فالج ، وله بقيّة إلى يومنا ، رأيت من ولده أبا فراس هبة الله ، وقد أصابه جرح ، فورد بغداد وهو طري ، فتشاهد أهل القافلة أنّه لقي أربعين رجلا من الأكراد وطاردهم ونجا ، حتّى اعتصم بقرية فسلّمه أهلها وحالوا (١) بينه وبين خصمه ، فلقيهم من بيت وحده بالسيف ، وقد أخذوا فرسه فلم يكن لهم في حيلة حتّى نقبوا عليه وأخرجوه وفي ذراعة جرحا ظنّ أنّ يده أصيبت ووقع السيف من يده وملكوه ، وفسخوا (٢) على قتله ورحموا شبابه ، وكان حدثا ابن عشرين سنة ، فحمله المرتضى على فرس ، وتحصّل له من بغداد نفقة وكسوة.
ومن ولده : أبو علي عبيد الله بن المحسّن المعروف بالعرابي ، وهو أحد الأجواد ، أرجل (٣) الناس ، زعموا أنّهم ما رأوا مثله في معناه.
وحدّثني أهل حرّان أنّ بني نمير والسواد جاءوا لقتال العمريّين العلويّين ، فتحصّنوا منهم ، وخرج عبيد الله معه سلاحه ، فنقب من السور نقبا ، وطلع إلى الناس وهم عالم لا يحصى ، وتسرّع غلمانه معه ، فانهزم الناس ، وكان هذا من الفعال العظيمة والأيّام المشهودة.
__________________
(١) كذا فى الأساس ولا يستقيم المعنى ، والظاهر أنّ ما ورد فى ك وخ وش هو الصحيح : (فسلّمه أهلها وخلوا بينه وبين خصمه).
(٢) في ك وش : وملكوه فشخوا ، وفي (خ) جاء : «فشحوا» وهو الأنسب الأصح ، والله أعلم.
(٣) فى القاموس : ... وهو أرجل الرجلين ، أشدّهما.