أمير المؤمنين علي عليهالسلام : علّمني شيئا أقرب من الله ومن الناس ، فقال : سل الله تقرب منه ولا تسأل الناس تقرب منهم.
قال صاحب التاريخ : كتب المنصور إلى ابن أخيه محمّد بن إبراهيم الامام أن اقبض على عبد الله بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليهالسلام وعلى سفيان الثوري وعبّاد بن كثير ، فقبض عليهم محمّد ، وحبسهم وتوجّه المنصور إلى الحجّ ، فقال محمّد : من يؤمنّي أن يقدم المنصور فيقتل هؤلاء ، فأعمر دنيا غيري بخراب آخرتي.
ثمّ قال لمولى له : خذ راحلة وخمسين دينارا ، فادفعها إلى عبد الله بن محمّد ابن عمر وخصّه عنّي السلام ، وقل له يقول ابن عمّك : اجعلني في حلّ واركب هذه وانفق هذه وامض حيث أردت ، وأطلق صاحبيه ، فلمّا رأى الرسول عبد الله جزع وتعوّذ بالله ، فقال له الرسول : يقول لك ابن عمّك كذا وكذا ، فقال : هو في حلّ من ترويعي ، وما اريد النفقة والراحلة ، فقال : بل تأخذهما ففعل ومضى ، فنقمها المنصور على محمّد ، وكاد يفتك به لو لم يعاجل المنصور.
وفي تاريخ أبي بشر : كان عبد الله بن محمّد بن عمر بن أمير المؤمنين عليهالسلام وسيما لسنا شجاعا ، فلمّا جاء عيسى بن موسى خاف أهل المدينة ، فخرج إليه جماعة من آل أبي طالب ، منهم عبد الله بن محمّد بن عمر ، فلمّا رأى القتال قد اشتدّ على محمّد بن عبد الله بن الحسن وأصحابه ومصارع شيعته رضي الله عنهم ندم العمري على خروجه في جملتهم ، فقال لغلامه : قرّب فرسي.
فأحسّ عيسى بن موسى بما في نفس عبد الله بن محمّد بن عمر من الخلاف عليه والحميّة لأهل بيته ، فنادى بالغلام : لا لا ، ثمّ قال له : أبا يحيى قم فادخل الفسطاط ووكّل به من يحفظه ، ثمّ قال عيسى : خفت والله من عبد الله ما لا آمنه