أنهكته العبادة ، فقال للرجل : انظر فإن أخاك من وعظك برؤيته قبل أن يعظك بكلامه. قلت أنا : وأظنّ «أتية» (١) محلّة في الكوفة.
وقال محمّد بن يحيى بن عبد الله الصوفي : كان أصحاب محمّد صلىاللهعليهوآله لا يشكّون جميعا أنّ عليا عليهالسلام للداء إذا أعضل ، والرأي إذا أشكل ، واليوم إذا أشغل.
وحدّثنى أبو عبد الله الحسين بن أحمد الفقيه بالبصرة رحمهالله ، قال :حدّثني ابن الوليد القمّي ، وكان شيخا جليلا نزل بالبصرة عندنا ، قال : حدّثنا أحمد بن زياد ، قال : حدّثنا محمّد بن عبيد الله بن عتبة ، قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن ميمون ، قال : حدّثنا الحسين بن سلام ، عن أخيه مصعب ، عن يحيى ابن عبد الله ، عن أبيه عبد الله بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن عمر ، عن أبيه عمر بن علي بن أبي طالب عليهالسلام أنّه كان يقرأ «فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ» (٢) خفيفة.
ولمّا أشخص محمّد بن يحيى الصوفي قال لأهل الكوفة : إنّني أمضي مكرها ،
__________________
(١) في (ك وش وخ) بأبيه.
(٢) تمام الآية الشريفة : (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ) ـ ٣٣ ـ الأنعام ، وفي حاشية (ش) و (خ) ما هذا نصّه : «في روضة الكافي قريبا من أن يذكر حديث الصيحة بورقتين تقريبا : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن محمّد بن أبي حمزة ، عن يعقوب بن شعيب ، عن عمران بن ميثم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : قرأ رجل على أمير المؤمنين عليهالسلام : «فانّهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون» فقال عليهالسلام : بلى والله كذبوه أشدّ التكذيب ، ولكنّها مخفّفة «لا يكذبونك» لا يأتون بباطل ، يكذبون به حقّك كما أقول ، والحديث في ص ٢٠٠ من «الروضة» المطبوعة بدار الكتب الاسلامية في طهران ، وعليها حواشي الفاضل الورع المتتبّع علي أكبر الغفّاري أدام الله توفيقه.