يقدر أحد أن يذكرهم بخير في المدينة سوى عيسى بن عبد الله ، فإنّه رثاهم ، فقال :
فلأبكينّ على الحسين |
|
بعبرة وعلى الحسن |
الحسين يريد صاحب فخّ ، والحسن يريد أبا الزفت.
وعلى ابن عاتكة الذي |
|
أثووه ليس بذي كفن |
يريد سليمان بن عبد الله بن الحسن.
كانوا كراما كلّهم |
|
لا طائشين ولا جبن |
غسلوا المذلّة عنهم |
|
غسل الثياب من الدرن (١) |
فأنفذ إليه رجل من ولد عمر بن الخطّاب ، كان واليا على المدينة ينهاه ، فكتب إلى محمّد بن سليمان بن علي : يا ابن اخت ، تقتلوننا وتمنعوننا البكاء والندبة ، وكانت أمّ محمّد بن سليمان علويّة ، فكتب إلى الخطّابي : ثكلتك امّك ، خل عن المبارك بن عبد الله وشأنه ، وخف عن لسانه واحذر من بنانه ، ففعل.
وفي تعليق أبي الغنائم الحسيني : حدّثنا أبو القاسم النسّابة الأرقطي ، قال :حدّثنا (٢) عبّاد بن يعقوب (٣) ، قال : حدّثنا عيسى بن عبد الله ، قال : حدّثنا أبي ،
__________________
(١) تحتوي هذه المقطوعة ستّة أبيات في «مقاتل الطالبيّين ص ٤٥٨» ولم يذكر العمري ره بيتي الثالث والسادس منها وهما :
تركوا بفخّ غدوة |
|
في غير منزلة الوطن |
هدي العباد بجدّهم |
|
فلهم على الناس المنن |
(٢) في (ر) فقط «... الأرقطى قال : حدّثنا محمّد بن عمر بن محمّد قال : حدّثنا علي بن العبّاس بن الوليد قال : حدّثنا عبّاد بن يعقوب ...».
(٣) راجع «تنقيح المقال ٢ / ١٣٣» فقد استوفي الفاضل المامقانى قده الأقوال فيه.