خاصّة في الجيش عرفت بالزراقين جمع زراق ، إذ كانوا يلقونه بالمزراق ، وهو الرمح كما يلقونه أيضا بالنشاب وهي السهام ، والأقواس والمجانيق وحتّى في قارورات أو في قوارير (١). وبرع المماليك في استعمال النفط إلى حدّ أنّهم كانوا يلقونه مشتعلا في كلّ وقت ، حتّى وقت سقوط المطر واشتداد الريح» نظم دولة السلاطين المماليك ، للدكتور عبد المنعم ماجد ج ١ ص ١٧١.
ويقول مؤلّف كتاب «العيون والحدائق في أخبار الحقائق» في حوادث سنة ٣٠٨ : «... وفيها وقعت الفتنة ببغداد بين العامّة والعيّارين ، فأحرقوا دار الوزير وقصدوا دار «المقتدر» ورموها بالنار ، وانتهبوا أموال الناس ... ثمّ ركب أصحاب السلطان في السلاح الشاكّ وبين يديهم السياط والنفّاطون ، ونادوا في العامّة بلزوم العافية وما يعنيهم وانّه متى تحرّك أحد لإثارة فتنة فقد حلّ دمه».
ج ١ ص ٢٠٩ / ٢١٠
ويقول المقريزي في «اتّعاظ الحنفاء» :
فوقع بين الفريقين قتال عظيم استظهر فيه العبيد على الغزو العاضد على الوقعة ، فلمّا تبيّن الغلب للعبيد وكادوا أن يهزموا الغزّ رمى أهل القصر بالنشاب والحجارة حتّى امتنعوا عن المقاتلة العبيد ، فنادى شمس الدولة «النفّاطين» وأمرهم بإحراق المنظرة التي فيها العاضد ...» ص ٣١٣ / ٣.
وجاءت كلمة النفّاط في الشعر الفارسي كثيرا ، ومذ أقدم عصره فالرودكي مثلا يقول :
چرخ بزرگوار يكى لشكرى بكرد |
|
لشكرش ابر تيره وباد صبا نقيب |
__________________
(١) يشبهها ما تسمّى في هذه الأيّام ب «كوكتل مولوتف».