وسيرة ابن هشام (١) والسيرة الحلبية (٢) وكتب كثيرة أخرى.
ونحن نعلم أن هذه الكتب من الكتب المعروفة ، والمصادر الأولى لأهل السنة.
والجدير بالذكر أن هذا الحديث لم يروه «سعد بن أبي وقاص» عن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وحده ، بل رواه ـ أيضا ـ مجموعة كبيرة من الصحابة الذين يتجاوز عددهم عشرين شخصا منهم : «جابر بن عبد الله» و «أبو سعيد الخدري» و «أسماء بنت عميس» و «ابن عباس» و «أم سلمة» و «عبد الله بن مسعود» و «أنس بن مالك» و «زيد بن أرقم» و «أبو أيوب» والأجدر بالذكر أنّ هذا الحديث رواه عن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم «معاوية بن أبي سفيان» و «عمر بن الخطاب» أيضا.
وينقل «محب الدين الطبري» في «ذخائر العقبى» أنّه جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة فقال : سل عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم. قال : يا أمير المؤمنين (ويقصد به معاوية) جوابك فيها أحبّ إليّ من جواب عليّ.
قال : بئسما قلت ، لقد كرهت رجلا كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يغره بالعلم غرا ، وقد قال له : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي ، وكان عمر إذا أشكل عليه أخذ منه (٣).
وروى أبو بكر البغدادي في «تأريخ بغداد» بسنده عن عمر بن الخطّاب أنّه رأى رجلا يسبّ عليّا عليهالسلام فقال : إنّي أظنّك منافقا ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «إنّما عليّ منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلّا أنّه لا نبي بعدي» (٤).
__________________
(١) السيرة النبوية ، المجلد الثّالث ، الصفحة ١٦٣ طبعة مصر.
(٢) السيرة الحلبية ، المجلد الثّالث ، الصفحة ١٥١ طبعة مصر.
(٣) ذخائر العقبى ، الصفحة ٧٩ ، طبعة مكتبة القدس ، الصواعق المحرقة ، ص ١٧٧ ، طبعة مكتبة القاهرة.
(٤) تاريخ بغداد ، المجلد السابع ، الصفحة ٤٥٢ طبعة السعادة.