ملاحظة
من هو المتكلّف؟
قرأنا في الآيات المذكورة أعلاه أنّ إحدى مفاخر رسولنا الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه غير متكلّف ، وفي الروايات الإسلاميّة المزيد من الأبحاث التي توضّح علامات المتصنّع والمتظاهر بما ليس فيه ، ومنها :
ورد حديث في (جوامع الجامع) عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال فيه : «المتكلّف ثلاث علامات : ينازع من فوقه ، ويتعاطى ما لا ينال ، ويقول ما لا يعلم» (١)!
وروي مثله في الخصال عن الصادق عليهالسلام عن لقمان في وصيته لابنه.
كما ورد حديث آخر وهو من وصايا الرّسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم لأمير المؤمنين عليهالسلام «للمتكلّف ثلاث علامات : يتملّق إذا حضر ، ويغتاب إذا غاب ، ويشمت بالمصيبة» (٢).
إضافة إلى ذلك روي حديث عن الإمام الصادق عليهالسلام ، جاء فيه : «المتكلّف مخطئ وإن أصاب ، والمتكلّف لا يستجلب في عاقبة أمره إلّا الهوان ، وفي الوقت إلّا التعب والعناء والشقاء ، والمتكلّف ظاهره رياء وباطنه نفاق ، وهما جناحان بهما يطير المتكلّف ، وليس في الجملة من أخلاق الصالحين ، ولا من شعار المتّقين المتكلّف في أي باب ، كما قال الله تعالى لنبيّه قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلّفين» (٣).
من مجموع هذه الرّوايات يتّضح ـ بصورة جيّدة ـ أنّ المتكلّفين خارجون عن جادّة الحقّ والعدالة والصدق والأمانة ، وأنّهم لا يرون الحقائق أمام أعينهم ، ويتشبّثون بالأوهام والخيال ، ينبّئون بأمور ليسوا على اطّلاع بها ، ويتدخّلون
__________________
(١) جوامع الجامع نقلا عن تفسير الميزان ، المجلّد ١٧ ، الصفحة ٢٤٣.
(٢) نور الثّقلين ، المجلّد ٤ ، الصفحة ٤٧٣.
(٣) المصدر السابق.