الإنسان.
هذه الكارثة لا تقع فقط من مجرّد اصطدام السيارات مع بعضها ، بل إنّ أيّ انحراف بسيط لأيّ من السيارات ـ كالأرض مثلا ـ عن مسارها يؤدّي إلى وقوع فاجعة عظيمة.
* * *
ملاحظة
الصغير والكبير سيّان أمام قدرة الله!
الملفت للنظر أنّ الآيات أعلاه ذكرت أنّ السماوات تستند إلى قدرة الله في ثباتها وبقائها ، وفي آيات اخرى من القرآن ورد نفس التعبير فيما يخصّ حفظ الطيور حال طيرانها في السماء. (أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللهُ ، إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
ففي موضع يشير إلى أنّ خلق السموات الواسعة دليل على وجوده تعالى ، وفي موضع آخر يعتبر خلق حشرة صغيرة كالبعوضة دليلا على ذلك.
حينا يقسم بالشمس لأنّها منبع عظيم للطاقة في عالم الوجود ، وحينا يقسم بفاكهة مألوفة كالتين.
كلّ ذلك إشارة إلى أنّه لا فرق بين كبير وصغير أمام قدرة الله.
أمير المؤمنين عليه أفضل الصلوات والسلام يقول : «وما الجليل واللطيف والثقيل والخفيف والقوي والضعيف في خلقه إلّا سواء».
إنّ هذه الأشياء جميعها تشير إلى شيء واحد ، وهو أنّ وجود الله سبحانه وتعالى ، وجود لا متناه من جميع الجهات ، والتدقيق في مفهوم «اللامتناهي» يثبت هذه الحقيقة بشكل تامه ، وهي أنّ مفاهيم مثل «الصعب» و «السهل» و «الصغير» و «الكبير» و «المعقّد» و «البسيط» لها معنى بحدود الموجودات المحدودة ـ فقط ـ