الذي يصعد إلى الله سبحانه!
(مكر) : مع أنّ هذه الكلمة لغويا بمعنى التفكّر في حلّ المشكل ، ولكنّها جاءت في موارد كثيرة بمعنى التفكّر بالحلّ مع اقترانها بالإفساد ، كما في هذه الآية.
(السيّئات) : كلّ القبائح والمذمومات ، أعمّ من القبائح الاعتقادية أو العملية ، وما ذكره بعض المفسّرين من أنّ المعنى هو المؤامرات التي قام بها المشركون لقتل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أو إبعاده عن مكّة ، فليس هو إلّا أحد مصاديق الكلمة دون مفهومها العامّ.
جملة «يبور» من مادّة «بوار» و «بوران» في الأصل بمعنى الكساد المفرط ، ولأنّ مثل هذا الكساد يكون سببا للهلاك ، فقد استخدمت هذه الكلمة للتعبير عن الهلاك والفناء ، وكما قيل «كسد حتّى فسد».
* * *
ملاحظتان
١ ـ العزّة جميعا من الله عزّ اسمه
ما هي حقيقة العزّة؟ هل هي سوى بلوغ مرحلة المنعة؟ وإن كان كذلك فأين يجب البحث عن العزّة؟ وأي شيء يمكنه أن يعطي للإنسان العزّة؟!.
يتّضح لنا بالتحليل أنّ حقيقة العزّة بالدرجة الأولى ـ قدرة تتجلّى في قلب وروح الإنسان ، وتبعده عن الخضوع والتسليم والاستسلام أمام الطغاة والعصاة ، قدرة بامتلاكها لا يخضع الإنسان للشهوات أبدا ، ولن يجد الهوى والهوس طريقا للتسلّط عليه.
قدرة ترتقي به إلى مستوى الصلابة أمام تأثير زخارف الدنيا.
فهل أنّ هذه القدرة لها منبع آخر غير الايمان بالله ، أي الارتباط بالمنبع الأصلي للقدرة والعزّة؟