يسيرة غنية المحتوى إذ تقول الآية : (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) والظريف أنّ صدر الآية يقول : (يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ) ويقول ذيلها : (وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) وهذا يشير إلى أنّ مشيئته تعالى بعقوبة الإنسان تتبع مشيئة الإنسان للظلم والمعاصي ، وبقرينة المقابلة يتّضح أنّ مشيئته تعالى في الرحمة تتبع إرادة الإنسان في الإيمان والعمل الصالح وإقامة العدل ، ولا يمكن أن يكون هذا الأمر إلّا من حكيم.
والعجيب أنّ مع هذه القرينة فهناك أفراد كالفخر الرازي ممن يتخذ صدر هذه الآية دليلا على مسألة الجبر من دون الالتفات إلى آخر الآية التي يتحدث عن حرية الإرادة في أعمال الظالمين (١).
اللهم! أدخلنا في رحمتك ونجّنا من العذاب الأليم الذي ينتظر الظالمين. (٢) اللهم! أدخلنا في رحمتك ونجّنا من العذاب الأليم الذي ينتظر الظالمين.
ربّنا! إنّك أوضحت السبيل إليك. وقد عزمنا على سلوكه ، فأعنّا على ذلك.
ربّنا! إنّنا إن لم نكن من الأبرار ولكنّا نحبّهم ، فاحشرنا معهم.
آمين يا ربّ العالمين
نهاية سورة الدهر
* * *
__________________
(١ ، ٢) ـ لمزيد من التوضيح حول آيات (المشيئة) راجع تفسير الآية ٣٧ سورة الزمر.