١ ـ ما روى الحافظ محمّد بن مؤمن الشيرازي (أحد علماء السنّة) عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال في تفسير (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) : «ولاية علي يتساءلون عنها في قبورهم ، فلا يبقى ميت في شرق ولا غرب ولا في برّ ولا في بحر إلّا ومنكر ونكير يسألانه عن ولاية أمير المؤمنين بعد الموت ، يقولان للميت : «من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ ومن إمامك؟» (١).
٢ – وروي أنّ رجلا خرج يوم صفين عن عسكر الشام وعليه سلاح وفوقه مصحف وهو يقرأ : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) فخرج له علي عليهالسلام ، فقال له : «أتعرف النبأ العظيم الذي هم فيه يختلفون»؟ قال : لا.
فقال له عليهالسلام : «أنا والله النبأ العظيم الذي فيه اختلفتم وعلى ولايته تنازعتم ، وعن ولايتي رجعتم بعد ما قبلتم ، وببغيكم هلكتم بعد ما بسيفي نجوتم ، ويوم الغدير قد علمتم ، ويوم القيامة تعلمون ما علمتم» (٢).
٣ ـ روي عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال ، «النبأ العظيم الولاية» (٣).
وللجمع بين مضمون ما تناولته الروايات وما جاء في تفسير النبأ العظيم بالمعاد ، لا بدّ من الانتباه إلى ما يلي :
١ ـ «النبأ العظيم» كمفهوم قرآني ـ مثل سائر المفاهيم القرآنية ـ له من السعة ما يشمل كل ما ذكر من معان ، وإذا كانت قرائن السورة تدلّ على أنّ المقصود منه «المعاد» ، فهذا لا يمنع من أن تكون له مصاديق أخرى.
٢ ـ كما هو معلوم أنّ للقرآن بطونا مختلفة وظواهرا متعددة ، وأدلة وقرائن الاستخراج مختلفة أيضا ، وبعبارة أخرى : أنّ لمعاني آيات القرآن دلالات التزامية لا يعرفها إلّا من غاص في بحر علمها ومعرفتها ، ولا يكون ذلك إلّا
__________________
(١) رسالة الإعتقاد لأبي بكر محمد بن مؤمن الشيرازي (على ما ذكر في إحقاق الحق ، ج ٣ ، ص ٤٨٤).
(٢) تفسير البرهان ، ج ٩ ، ص ٤٢٠.
(٣) تفسير البرهان ، ج ٣ ، ص ٤١٩.