الأمن أساس أولي لأي حضارة ، يينما الوحي هو القيم والتشريعات الحضارية التي تحقق العز والفلاح و.. و.. للأمة.
وقد من الله بهما على بني إسرائيل إذ أنجاهم وواعدهم جانب الطور.
(وَنَزَّلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى)
المن هو الحلوى ، والسلوى طير مشوي ، كانا ينزلان عليهما من السماء.
[٨١] نعمة الله هدفها سعادة البشر ، ولكن قد تكون عاملا لانحرافه وانفلاته ، لذلك حذر الله بني إسرائيل قائلا :
(كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي)
وغضب الله هو عذابه الشديد في الدنيا والآخرة.
(وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى)
وتعالى الله أن يغضب ويطرأ عليه التغيير مثلنا نحن البشر ، انما هو العذاب ، ومن يصيبه فكأنما يهوي من على قمة الجبل الى واديه ، وليس هذا التمثيل الا للتقريب ، والا فالواقع أدهى وأمر.
[٨٢] (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى)
من طبيعة الإنسان أن يطغى حين يجس بنعم الله عليه (إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى) ، ولكن سبيل التوبة والعودة الى الصواب مفتوح امامه ، حينما يتورط في ذلك بسبب غفلته ، ونسيانه ، و.. و.. وآنئذ سيجد ربه غفارا لو كانت توبته كما تذكر الآية .. (تاب) عن ذنبه (وآمن) بالله صادقا (وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى) وكان