ففي كلّ يوم يتوجه عشرون مليون جرم الى الأرض بسرعة خاطفة ، تبلغ حوالي ٥٠ كيلومترا في الثانية ، ولو لا السقف المحفوظ الذي يحيط بالأرض لكانت الصخرة الصغيرة منها والتي تبلغ حجمها واحد من ألف جزء من الغرام ، ذات أثر هدام بسبب سرعتها الفائقة التي تبلغ سرعة نواة القنبلة الذرية ، كيف وان بعضها يبلغ قطرها عشرات الكيلومترات؟!
ولقد حفظ الله ـ برحمته ـ الكرة الأرضية منها بالغلاف الواقي المكوّن من الغازات التي تذوّب أو تبخّر ما يصل إليها من هذه الأجرام الخطيرة.
كما تتعرض الأرض لأمواج هائلة من الأشعة المضرّة ، سواء منها تلك التي تبعثها الشمس أو تقذفها النجوم الأخرى ، فيقوم الغلاف الواقي بدور المصفاة حيث تأذن لما ينفع منها الأرض بالمرور من خلالها وتمنع القسم الخطير منها .. ولو انخرق هذا الغلاف ، بقدر كيلومتر واحد ، لكانت آثار الأشعة الكونية على الأرض مدمرة.
أو ليس الحكمة الالهية مشهودة من وراء هذا السقف المحفوظ؟ أو كان خلق السماوات والأرض لعبا؟! سبحان الله عما يصفون.
إنّ الغلاف الواقي يقوم أيضا بحفظ حرارة الأرض على مقياس معين ينفع الناس والأحياء ، ولولاه ، لكانت أمواج الحرارة تحرق الرطب واليابس. كما إنّه يقوم أيضا بادخار كميات من المياه المتبخرة لنقلها من المحيطات الكبيرة الى الصحاري .. أو ليس كلّ ذلك شاهد صدق ، على إنّ الله لم يخلق الحياة عبثا؟ سبحانه. (١)
(وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ)
__________________
(١) راجع تفسير «نمونه» / ج ١٣ ـ ص ٤٠٠ ـ ٤٠٢.