وفي نهاية الدرس يحدثنا القرآن الحكيم عن الطرف المقابل من الذين يقتصدون لهو الحديث ، لان الأشياء تعرف بأضدادها ، وبينما يهتدي أولئك لآيات الله ، يصد هؤلاء عنها ، كأن في آذانهم وقرا ، وليس جزاء هؤلاء سوى النار.
بينات من الآيات :
(١) (الم) كما احتملنا سابقا : ان الا حرف التي ترد في أوائل السور رموز لا يعلمها الا الله والراسخون في العلم ، ويحتمل ان تدل على ألفاظها.
(٢) ومن تركيب هذه الأحرف البسيطة في ظاهرها ، انزل الله سبحانه القرآن وآياته ، في كتاب ثابت ينبعث بالحكمة.
(تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ)
(٣) كما تعطي هذه الآيات الهدى والبصائر للمحسنين.
(هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ)
والإحسان ليس رحمة للمجتمع وحسب ، بل هو هدى له أيضا ، إذ يهديه الإحسان الى سبل استغلال الطبيعة وتسخيرها في خدمة الإنسان ، ذلك ان من صفات المجتمع الايماني ، بحث افراده عن وسائل للعطاء والإحسان ، ولا يمكنهم ذلك الا بتسخير الطبيعة ، مما يدفعهم لاستغلالها ، واعمال عقولهم بحثا عن حل لكل المشاكل والعقبات التي تعترض هذا الهدف ، وبالتالي فان أبوابا كثيرة سوف تنفتح أمامهم ، وكلها طرق جديدة للسيطرة على الحياة واستغلالها ، وهذا جانب من الهداية. أو ليست الحاجة أم الاختراع؟!