الثاني : إذا لم يستفيدوا من هذه الفرصة ، فان الامهال سيكون وبالا عليهم ، لأنه حينئذ يستتبع مزيدا من العذاب ـ كما ونوعا ـ تبعا لتماديهم في العصيان ـ كما ونوعا أيضا ـ (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ). (٣)
ويؤكد الله هذين المعنيين ، حيث يقول مخاطبا نبيّه (ص)
(قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا)
من قبل ، وتحدوا الله ورسوله والمؤمنين ، حينما تقتضي حكمة الله نصر أوليائه.
(إِيمانُهُمْ)
لان الايمان الذي ينفع صاحبه ، هو الايمان النابع من الوعي بضرورته ، لا من السيف أو العذاب أو المصلحة.
(وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ)
ان الايمان الناتج لا عن وعي بضرورته ، بل بسبب عامل مؤقت يذهب أدراج الرياح بمجرد زوال ذلك العامل ، فالذي يكف عن السرقة والجريمة لان أنظار الناس تراقبه وليس لوازع نفسي أو ديني ، فانه يعود إليها بمجرد علمه أو ربما ظنه بأنه صار بعيدا عن أعين الناس ، وهكذا لا يتقبل الله ذلك الايمان الذي يبادر اليه الكفار عند نزول العذاب.
(٣٠) وفي نهاية السورة يؤكد القرآن على المؤمن ، أن لا يربط مصيره بمصير الكفار ، فاذا رأى مجموعة لا يؤمنون ، يتركهم ويستمر على خطه الايماني ، وذلك
__________________
(٣) آل عمران / (١٧٨).