حينما يوجهه الرسول لهذا الأمر.
(فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ)
اتركهم ولا تتأثر بهم.
(وَانْتَظِرْ)
وعد الله ونصره.
(إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ)
ومن هاتين الآيتين نستفيد ثلاث أفكار :
الفكرة الاولى : أن انتظار الفرج من الواجبات الشرعيّة ، ومن الأعمال الصالحة ، وفي الحديث عن رسول الله (ص):
«أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج»
لان الانتظار الذي يعنيه الحديث ، هو البقاء على الخط السليم ، صمودا أمام المشاكل والمصاعب ، من دون التشكيك في الحق ، وهو أحد معاني الصبر الذي لا يمكن الا بالانتظار ، لان الذي ينتظر المستقبل ، ويتألق قلبه بأمل الانتصار لا يضيق صدره. فيكون صابرا ، بل ويستهين بالمشاكل ، إذ يعتبرها خيرا له من حيث أنها تصقل إرادته وفكره وشخصيته.
الفكرية الثانية : من الخطأ أن يقتصر إيمان الإنسان على الأشياء الظاهرة ، أو يعتقد بأنه مسئول عن ذلك فقط ، فقد منّ الله عليه بنعمة العقل لكي يرى به المستقبل من خلال الظواهر والمقدمات المنطقية ، وإلّا فما هي الحاجة الى العقل؟!