فيكون حجة الله عليهم (٣)
٣ ـ وروى عبد الأعلى مولى آل سام قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول :
«يؤتى بالمرأة الحسناء يوم القيامة التي قد افتتنت في حسنها فتقول : يا ربّ حسّنت خلقي حتى لقيت ما لقيت ، فيجاء بمريم (ع) فيقال : أنت أحسن أو هذه؟ قد حسّناها فلم تفتتن ، ويجاء بالرجل الحسن الذي قد افتتن في حسنه ، فيقول : يا ربّ حسنت خلقي حتى لقيت من النساء ما لقيت ، فيجاء بيوسف (ع) فيقال : أنت أحسن أو هذا؟ قد حسّنّاه فلم يفتتن ، ويجاء بصاحب البلاء الذي قد أصابته الفتنة في بلائه فيقول : يا ربّ شددت عليّ البلاء حتى افتتنت ، فيجاء بأيوب (ع) فيقال : أبليّتك أشد أو بلية هذا؟ فقد ابتلي فلم يفتتن» (٤)
(١٣) (وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاءُ)
يشفعون لهم حيث تسقط آنئذ تلك التصوّرات بأنّ الشركاء سيشفعون لهم. والشريك هو الذي يظن البشر أنّه كما الله قادر عليم وغير ذلك ، بيد أنه عند ما يشرك الإنسان بالله فمن الطبيعي أن يتشبّث بالشركاء ، لأنه لا يترك ربّه الا بضغط من الشركاء ، سواء كان الطاغوت أم الهوى أم المجتمع ، وعموما كلّ من يستمدّ منهم الإنسان التشريعات ، فيحلّون له ويحرمون بغير هدى من الله.
ولكن ماذا عسى أن ينفعه الشركاء؟!
في ذلك اليوم الرهيب لا يقف أحد من الشركاء إلى جانب المجرمين للدفاع عنهم والشفاعة لهم.
__________________
(٣ ، ٤) بحار الأنوار / ج (٧) / ص (٢٨٥ ـ ٢٨٦).