والواقع : إنّ فطرة الإنسان تهديه إلى أنّه ضعيف عاجز وبحاجة إلى من يركن إليه ، والشيطان يضلّه عن ربّه ، ويغويه إلى الشركاء ، ويزعم له أنّهم هم الركن الذي يمكنه الاعتماد عليهم ، فيحجبه بذلك عن ربّه ، وإذا سقط الشركاء عن عينه ، وعرف أنهم لا يضرّون ولا ينفعون سقط عنها حجاب كثيف كان يمنعه عن رؤية الحقّ ومعرفة الربّ.
وفي يوم القيامة يتبيّن للمشركين مدى ضلالة الاعتماد على الشركاء ، حيث لا يشفعون لهم ولا ينصرون.
وليس فقط لا ينفعونهم ، بل ويتبرّءون منهم ، وآنئذ فقط يعرفون أنّ ضغط الهوى والمجتمع والطاغوت لم يكن حقيقة بل وهما.
(وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ)
(١٤) (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ)
فريقان ، بعكس ما كانوا في الدنيا مختلطين.
(١٥) فريق في الجنة :
(فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ)
الروضة : هي المكان الذي تكثر خضرته وطيبه.
ويحبرون : (من أصل حبر) بمعنى نضرة النعيم في وجوههم. أو ليس تغمرهم حالة الرضا ، وتحيط بهم ألوان النعم ، فتنعكس على وجوههم انبساطا وبشرا؟!
وقد أوّلت الكلمة هذه بأمرين :