السياق أراد التأكيد على ان القيم العامة والواضحة كقيمة التقوى قائمة ، وتشمل الجميع حتى نساء النبي (ص) فلا تصبح المرأة من أهل الجنة بمجرد انتمائها للنبي ، بل لا بد ان تكون هي نفسها محسنة وصالحة أيضا.
فالله سبحانه يذهب الرجس عن أهل البيت إذا كانوا ممن انتمى الى الرسالة قلبا وقالبا ، اما من انتمى ظاهرا بنسبه أو بسب دون العمل فهو غير طاهر لأن ما يطهر الإنسان هو الرسالة والعمل الصالح بما يغيرانه من سجايا الإنسان الباطنة والظاهرة فدخولك في هذا البيت أو خروجك منه لا يؤثر الا بقدر ما تستوعب من قيم هذا البيت ورسالته وسلوكه أو بالعكس ، من هنا جاء في الحديث المأثور عن الامام الصادق عليه السلام :
«ولايتي لمحمد أحبّ اليّ من ولادتي منه»
(وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
ولهذه الآية علاقتان وثيقتان بما قبلها : الاولى : علاقتها الخاصة بقوله تعالى : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) فالسورة كلها تدور حول قضية القيادة الرسالية ، المتجسدة أيام الرسول (ص) في شخصه ، ومن بعده فيمن يمثل امتدادا حقيقيّا لقيمه وقيادته ، لاقتدائه به وهم أهل بيته الذين طهرهم الله عن الرجس ، قال الامام علي (ع):
«انا وضعت في الصغر بكلا كل العرب ، وكسرت نواجم قرون ربيعة ومضر ، وقد علمتم موضعي من رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره وأنا ولد ، يضمني الى صدره ، ويكنفني في فراشه ،