جلال خالقنا العظيم ، كما يهدينا إلى قدرته الواسعة التي يخرج بها الناس من قبورهم كما يخرج الخبأ من رحم الأرض.
(وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ)
وإنّ للآية تأويلا بيّنته
الرواية المأثورة عن الإمام الكاظم (ع) قال : «ليس يحيها بالقطر ، ولكن يبعث الله رجالا فيحيون بالعدل ، فتحيي الأرض لإحياء العدل ، ولإقامة العدل فيه أنفع في الأرض من القطر أربعين صباحا» (٣)
كلما أمعن النظر البصير في تقلب الأشياء بين الموت والحياة كلما ازداد معرفة بقدرة ربه ، وانه يبعث الناس بعد الموت.
(٢٠) ومن آياته سبحانه خلق الإنسان من التراب في عالم الذر ، ثم أودعه في أصلاب الرجال وأرحام النساء.
(وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ)
قال العلامة الطبرسي في قوله : (خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ) أي خلق آدم الذي هو أبوكم وأصلكم (مِنْ تُرابٍ) ثم خلقكم منه وذلك قوله : ثم إذا أنتم تنتشرون (٤) ولكن يبدو أنّ التفسير المناسب وأحاديث المعصومين هو انّ الله خلقنا جميعا ذرا من التراب ، ثم أودعنا صلب أبينا آدم (ع) ثم نشرنا بقدرته.
(٢١) ومن آياته سبحانه الحاجة إلى الجنس الآخر ، تلك الحاجة التي تتجاوز
__________________
(٣) نور الثقلين / ج (٤) / ص (١٧٣).
(٤) تفسير مجمع البيان / ج (٨) / ص (٢٩٩).