الجسد لتتصل بالروح ، وتنتهي حالة التوتّر لدى الطرفين بالزواج.
إنّ حالة التوتّر الموجودة لدى الطرفين تدلّ على أنّ خلق الإنسان لم يكن عضويا ، فالله عزّ وجلّ جعل نظام الكون قائما على أساس الزوجيّة في كلّ شيء قال تعالى : (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ) (٥) وهو سبحانه الذي خلق الزوجين الذكر والأنثى.
ولم لم يكن الإنسان ليجوع لما شعر بلذّة الطعام ، كذلك لو لم يتوتّر لما شعر بلذّة الزواج ، وهذا دليل التقدير في الحياة.
(وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها)
إنّ الله جعل استمرار حياة نوع البشر عبر التقاء الذكر بالأنثى ، ولكن هذا الالتقاء لا يتمّ قسرا ، إنّما يتمّ برغبة الطرفين ، فيبحث الرجل عن أنثاه ، وقد يلقي بنفسه إلى التهلكة حتى يجدها ، ولو لا هذه الرغبة الجامحة للزواج لتخلّى عن الزواج رأسا ، لما فيه من مسئوليات كبيرة ، ولكنّ الله الذي جعل خلقة الإنسان عن طريق الزواج هو الذي جعل فيه حاجة نفسية لا تتحقق إلّا به فقال :
(وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)
الزوجان اللذان لم يعرفا بعضهما حتى لحظة الزواج يندمجان معا ، وكأنّهما روح واحدة تقمّصت بدنين.
إنّ الصلة التي يمتّن ربنا أصرتها بين الزوجين ومن خلالهما بين سائر أبناء المجتمع تتجاوز المودّة الماديّة القائمة على أساس المصالح المشتركة والخدمات المتبادلة
__________________
(٥) الذاريات / (٤٩).