نساءه ، ويتزوج هو نساءنا؟! لئن أمات الله عز وجل محمدا لنركضن بين خلاخيل نسائه كما ركض هو بين خلاخيل نسائنا ، فانزل الله عز وجل : (وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ) ... الآية (٧)
وربما كان هدف هؤلاء المنافقين هو إيذاء الرسول الا انهم يخفون هذه النوايا ببعض التبريرات كقولهم : لماذا يتزوج هو بنسائنا ، ولا يصح لنا العكس ، فهددهم الله من طرف خفي إذ قال :
(إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً)
وهناك حكمة أخرى لهذا التشريع الالهي يذكره بعض المفسرين : ان مركز نساء النبي العظيم كان يستهوي الطامعين في السلطة أو الشهرة ، وكان أمثال هؤلاء يمنّون أنفسهم بنكاح أزواج النبي من بعده للحصول على مكانة اجتماعية تستغل لأطماع سياسية ، ولعل بعضهم كان ينوي نشر أفكاره من خلال ذلك بادعاء أنّه أضحى من أهل البيت وهم أدرى بما في البيت.
ولعل الآية تشير ـ من طرف خفيّ ـ الى عدم جواز استغلال مكانة أزواج النبي للوصول الى مراكز سياسية أو اجتماعية كما حصل فعلا ـ ومع الأسف ـ بين المسلمين من بعد رحيل الرسول ـ صلى الله عليه وآله ـ.
(٥٤) ثم كشف هذا الواقع ، وأكد للمنافقين أنه يعلم به.
(إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً)
بالتصريح به.
__________________
(٧) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٢٩٨).