المباشر عن كل جزء من الدعوة ، والواقع أنها تنتهي مسئوليتها بإبلاغ الرسالة لتبدأ مسئولية الناس ، أما متى تكون الساعة ، فليست الإجابة على ذلك من ضروريات القيادة ، ولا من مسئولياتها ، ذلك انه يكفي للإنسان العلم بحصولها لكي تبدأ مسئوليته تجاهها ، كما يكفي الرسول والقائد مسئولية بيان ذلك للناس ، ثم إن علم الساعة مما يختص به الله عز وجل.
(قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللهِ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً)
ولعل : تفيد الترجي ، مما يدل على كفاية الاحتمال بقرب الساعة موعظة للإنسان ، حتى يعمل بما يقتضيه هذا العلم ، ايمانا وعملا وتسليما للقيادة.
(٦٤) ولكن الكافرين يبحثون عن مبرر لكفرهم بالساعة ، مهما كان سخيفا وخارجا عن حدود الموضوعية ، ولكن هل يدفع ذلك العذاب عنهم؟ كلا .. فقد أبعدهم الله عن رحمته ، وأعدّ لهم سعيرا.
(إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً)
ولنستمع شيئا عن هذا السعير ، فقد جاء في تفسير علي بن إبراهيم عن أبي بصير (رض) قال : قلت لابي عبد الله (ع) : يا ابن رسول الله خوفني فان قلبي قد قسى ، قال
«يا محمد! استعد للحياة الطويلة ، فان جبرئيل جاء الى النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وهو قاطب ، وقد كان قبل ذلك يجيء وهو مبتسم ، فقال رسول الله (ص) : يا جبرئيل! جئتني اليوم قاطبا؟! فقال : يا محمد! قد وضعت منافخ النار ، فقال وما منافخ النار يا جبرئيل؟ فقال : يا محمد! إن الله عز وجل أمر بالنار فنفخ عليها الف عام حتى ابيضت ، ثم نفخ عليها الف عام حتى احمرت ،