الباب الخامس والعشرون
فى ذكر شىء من خبر جرهم ولاة مكة ونسبهم ، وذكر من ملك مكة من جرهم ، ومدة ملكهم لها وما وقع فى نسبهم من الخلاف ، وفوائد تتعلق بذلك ، وذكر من أخرج جرهما من مكة وكيفية خروجهم منها ، وغير ذلك (١).
أما نسبهم : فقال ابن هشام : إن جرهما هو ابن قحطان بن عابد بن سالح بن أرمخشذ بن سام بن نوح.
وقيل : إن جرهما : ابن ملك من الملائكة أذنب ذنبا فأهبط إلى مكة فتزوج امرأة من العماليق ، فولدت له جرهما ، فذلك قول الحارث بن مضاض الجرهمى :
اللهم إن جرهما عبادك |
|
الناس طرف وهم تلادك |
وأما من ملك مكة من جرهم ومدة ملكهم له ونسبهم ، فذكره المسعودى ؛ لأنه قال:ووجدت فى وجه آخر من الروايات : أن أول ملك من ملوك جرهم مضاض بن عمرو ابن سعد بن الرقيب ، هو ابن ثبت بن جرهم بن قحطان : مائة سنة.
ثم ملك بعده ابنه عمرو بن مضاض : مائة وعشرون سنة.
ثم ملك الحارث بن عمرو : مائة سنة. وقيل : دون ذلك.
ثم ملك بعده عمرو بن الحارث : مائتى سنة.
ثم ملك بعده مضاض بن عمرو بن الأصفر بن الحارث بن عمرو بن مضاض بن عمرو بن سعيد بن الرقيب بن هنما بن ثبت بن جرهم بن قحطان : أربعين سنة. انتهى. وذكر المسعودى ما يقتضى : أن مدة ملك جرهم لمكة دون ذلك.
وذكر أيضا ما يقتضى : أن أول ملوكهم غير مضاض بن عمرو بن سعد ؛ لأنه ذكر : أن الحارث بن مضاض بن عمرو بن سعد بن الرقيب بن ظالم بن هنما بن ثبت بن جرهم : كان على جرهم حين أتوا من اليمن إلى مكة.
وذكر أن قدومهم إليها كان بعد أن سمعوا لما حصل بها من الخصب لمن تقدمهم من العماليق الذى كان عليها السميدع المذكور.
__________________
(١) انظر : (شفاء الغرام ١ / ٣٥٧ ـ ٣٧٨).