وذلك أن رهطا من عضل والقارة سألوا النبى صلىاللهعليهوسلم أن يرسل معهم من يعلمهم شرائع الإسلام. فلما كانوا بين عسفان ومكة غدروا بهم فقتلوهم إلا خبيب بن عدى ، وزيد ابن الدثنة ، فإنهم أسروهما وباعوهما فى مكة ، فقتلا بها. وصلى خبيب قبل قتله ركعتين. فكان أول من سنهما. وقيل : بل أسامة بن زيد حين أراد المكرى الغدر به.
قلت : روى ابن عبد البر فى الاستيعاب بسنده إلى الليث بن سعد قال : بلغنى أن زيد ابن حارثة اكترى من رجل بغلا من الطائف ، فاشترط عليه المكرى أن ينزله حيث شاء ، قال : فمال به إلى خربة ، فقال : أنزل ، فإذا فى الخربة قتلى كثيرة ، قال : فلما أراد أن يقتله ، قال له : دعنى أصلى ركعتين ، قال : صل ، فقد صلاهما قبلك هؤلاء فلم تنفعهم صلاتهم شيئا. انتهى.
وفى الخبر : أنه نجا بعد أن قال : يا أرحم الراحمين ثلاث مرات. وليس فيه ذكر لأسامة ، فتكون القصة لأبيه ، ولا يعرف لأسامة فى هذا قصة. والله أعلم.
غزوة بنى النضير (١)
ثم غزوة بنى النضير : فى ربيع الأول سنة أربع وجعلها ابن إسحاق بعد بئر معونة ، والزهرى بعد بدر بستة أشهر. فحاصرهم خمسة عشر يوما. وقيل : ستة أيام ؛ لأنهم نقضوا عهده وأرادوا قتله. فخرب وحرق ، وقذف الله فى قلوبهم الرعب. فأجلاهم إلى خيبر.
غزوة بدر الصغرى (٢)
ثم غزوة بدر الموعد ، وهى الصغرى هلال ذى القعدة. ويقال : فى شعبان بعد ذات الرقاع. وذلك : أن أبا سفيان قال يوم أحد : الموعد بيننا وبينكم بدر رأس الحول. فقال النبىصلىاللهعليهوسلم : نعم.
__________________
(١) انظر : (المغازى للواقدى ١ / ٣٦٣ ، طبقات ابن سعد ١ / ٢ / ٤٠ ، سيرة ابن هشام ٢ / ١٩٠ ، تاريخ الطبرى ٢ / ٥٥٠ ، الكامل ٢ / ٦٤ ، الاكتفا ٢ / ١٤٦ ، عيون الأثر ٢ / ٦١ ، البداية والنهاية ٤ / ٧٤ ، النويرى ١٧ / ١٣٧ ، السيرة الحلبية ٢ / ٣٤٤ ، السيرة الشامية ٤ / ٩ ، دلائل النبوة للبيهقى ٣ / ١٧٦ ، ٣٥٤ ، المنتظم ، لابن الجوزى ٣ / ٢٠٣).
(٢) انظر : (المغازى للواقدى ١ / ٣٨٤ ، طبقات ابن سعد ١ / ٢ / ٤٢ ، تاريخ الطبرى ٢ / ٥٥٩ ، سيرة ابن هشام ٢ / ٢٠٩ ، الكامل ٢ / ٦٨ ، الاكتفا ٢ / ١٥٥ ، البداية والنهاية ٤ / ٧٨ ، أنساب الأشراف ١ / ١٦٣ ، ابن حزم ١٨٤ ، عيون الأثر ٢ / ٧٤ ، السيرة الحلبية ٢ / ٣٦٠ ، السيرة الشامية ٤ / ٤٧٨ ، دلائل النبوة ٣ / ٣٨٤ ، السيرة النبوية الصحيحة ٤٠١).