ونسبها ابن إسحاق لابن أبى حدرد ومعه رجلان إلى الغابة لما بلغه صلىاللهعليهوسلم أن رفاعة بن قيس تجمع لحربه ، فقتلوا رفاعة وهزموا عسكره ، وغنموا غنيمة عظيمة.
فتح مكة (١)
ثم فتح مكة فى رمضان ، لنقض قريش العهد من غير إعلام أحد بذلك.
فكتب حاطب كتابا وأرسله مع أم سارة كنود المزنية ، فأطلع الله رسوله على ذلك ، فبعث عليا والزبير والمقداد ، فاستخرج الكتاب من قرون رأسها. وخرج من المدينة ومعه عشرة آلاف رجل. وقال الحاكم : اثنا عشر ، يوم الأربعاء بعد العصر لعشر مضين من رمضان ، فلما بلغ صلىاللهعليهوسلم الكديد أفطر.
قال : فلما نزل صلىاللهعليهوسلم مر الظهران رقت نفس العباس رضى الله عنه لأهل مكة ، فخرج ليلا راكبا بغلة النبى صلىاللهعليهوسلم لكى يجد أحدا ، فيعلم أهل مكة بمجىء النبى صلىاللهعليهوسلم ليستأمنوه. فسمع صوت أبى سفيان بن حرب ، وحكيم بن حزام ، وبديل بن ورقاء فأركب أبا سفيان خلفه ، وأتى به النبى صلىاللهعليهوسلم فأسلم ، وانصرف الآخران ليعلما أهل مكة بمجىء النبى صلىاللهعليهوسلم.
ونادى مناديه صلىاللهعليهوسلم : «من دخل المسجد فهو آمن ، ومن دخل دار أبى سفيان فهو آمن ، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن إلا المستثنين».
وذكرهم مغلطاى.
وطاف النبى صلىاللهعليهوسلم بالبيت يوم الجمعة لعشر بقين من رمضان ، وحوله ثلاثمائة وستون صنما ، فكلما مرّ بصنم أشار إليه بقضيبه قائلا : (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) [الإسراء : ٨١]. فيقع الصنم لوجهه.
قال البخارى : وأقام صلىاللهعليهوسلم بها خمس عشرة ليلة. وفى رواية : تسع عشرة. وفى أبى داود: سبع عشرة. وفى الترمذى : ثمان عشرة.
وفى الإكليل : أصحها : بضع عشرة ، يصلى ركعتين.
قلت : رأيت فى مدة مقام النبى صلىاللهعليهوسلم بمكة غير هذا ؛ لأن الفاكهى روى بسنده عن أنس رضى الله عنه قال : «أقمنا بمكة عشرا ـ يعنى : زمان الفتح». انتهى.
__________________
(١) انظر : (المنتظم ٣ / ٣٢٤ ، مغازى الواقدى ٢ / ٧٨٠ ، طبقات ابن سعد ٢ / ١ / ٩٦ ، تاريخ الطبرى ٣ / ٣٨ ، سيرة ابن هشام ٢ / ٣٨٩ ، الاكتفا ٢ / ٢ / ٢٨٧ ، الكامل ٢ / ١١٦ ، البداية والنهاية ٤ / ٢٧٨ ، السيرة النبوية الصحيحة ٤٧٣ ـ ٤٨٨).