فمزلزل بهم فحاصرهم خمسة عشر يوما : وقيل : خمسا وعشرين ، ونزلوا على حكم النبىصلىاللهعليهوسلم. فحكم فيهم سعد بن معاذ وكان ضعيفا. فحكم بقتل الرجال ، وقسم الأموال ، وسبى الذرارى والنساء. فقال عليهالسلام : «لقد حكمت فيهم بحكم الملك».
وفرغ منهم يوم الخميس لخمس ليال خلون من ذى الحجة ، واصطفى لنفسه منهم ريحانة فتزوجها. وقيل : كان يطؤها بملك اليمن.
وفى هذه السنة فرض الحج. وقيل : سنة ست. وقيل : سنة سبع ، وقيل : سنة ثمان. ورجحه جماعة من العلماء. وقيل : غير ذلك.
سرية القرطاء
ثم سرية محمد بن مسلمة فى ثلاثين راكبا إلى القرطاء من بنى أبى بكر بن كلاب بناحية ضرية بالبكرات ، على سبع ليال من المدينة ، لعشر ليال خلون من المحرم سنة ست ، ويقال : على رأس تسعة وخمسين شهرا من الهجرة. فلما أغار عليهم هرب سائرهم ، وغنم منهم غنائم. وقدم المدينة لليلة بقيت من المحرم ، ومعه ثمامة بن أثال الحنفى أسيرا. وكانت غيبته تسع عشرة ليلة.
غزوة بنى لحيان (١)
ثم غزوة بنى لحيان فى مائة رجل فى ربيع الأول.
وذكرها ابن إسحاق فى جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من قريظة.
قال ابن حزم : الصحيح أنها فى الخامسة ، حتى انتهى إلى غران ـ واد بين أمج وعسفان ـ وهناك أصيب أهل الرجيع ، فرحم عليهم. وسمعت به صلىاللهعليهوسلم بنو لحيان فهربوا فلم يقدر منهم على أحد. فأقام يوما أو يومين يبعث السرايا فى كل ناحية ، فأتى عسفان فبعثصلىاللهعليهوسلم أبا بكر إلى كراع الغمة ، فلم يلق أحدا فانصرف إلى المدينة. وقد غاب تسع عشرة ليلة ، وهو يقول : «آيبون تائبون ، لربنا حامدون».
غزوة الغابة (٢)
ثم غزوة الغابة ، وتعرف بذى قرد ، ماء على بريد من المدينة فى ربيع الأول.
__________________
(١) انظر : (السيرة النبوية لابن هشام ٢ / ٢٧٩ ، الطبقات الكبرى لابن سعد ٢ / ٧٨ ، والبداية والنهاية ٣ / ١٥٦ ، زاد المعاد ٣ / ٢٠٢).
(٢) انظر : (السيرة النبوية لابن هشام ٢ / ٢٨١ ـ ٢٨٩ ، طبقات ابن سعد ٢ / ٨٠ ـ ٨٤ ، البداية والنهاية ٣ / ٢٨٦ ـ ٢٩٦ زاد المعاد ٣ / ٢٠٣).