ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة |
|
بواد وحولى إذ خر وجليل |
وهل أردن يوما مياه مجنة |
|
وهل يبدون لى شامة وطفيل |
وشامة وطفيل : جبلان مشرفان على مجنة.
وذو المجاز : سوق لهذيل عن يمين الموقف من عرفة ، قريب من كبكب على فرسخ من عرفة. انتهى.
وقد خولف الأزرقى فيما ذكره فى مجنة وشامة ، وطفيل من أوجه.
منها : أن فى كتاب الفاكهى عن ابن إسحاق : وكانت مجنة بمر الظهران إلى جبل يقال له : الأصغر. ومر الظهران : لا يقال له : أسفل مكة. انتهى.
ومنها : أن القاضى عياض ـ رحمهالله ـ قال فى المشارق : طفيل وشامة ، جبلان على نحو من ثلاثين ميلا. انتهى.
وكلام الأزرقى يقتضى : أن مجنة على بريد من مكة ، فيكون الجبلان كذلك من مكة على مقتضى قوله. وذلك يخالف ما قاله القاضى. والعيان يشهد لما قاله القاضى. والله أعلم.
ومنها : أن الخطابى قال فى شامة وطفيل : كنت أحسبهما جبلين حتى أثبت لى أنهما عينان. انتهى.
وكلام الأزرقى : يقتضى أنهما جبلان.
ومنها : أن الأزرقى قال : شامة ـ بالميم ـ وقيل فيها شابة ـ بالباء ـ ذكره ابن الأثير ، ورجحه الرضى الصنعانى اللغوى.
ومجنة ـ بفتح الميم وكسرها ، والفتح أكثر ـ على ما ذكر المحب الطبرى. وألفيت فى القرى ما صورته : ومجنة : موضع بأعلى مكة ـ إلى آخر كلامه ـ وقوله : بأعلى مكة : مشكل لمخالفته ما ذكره الناس. والله تعالى أعلم.
* * *
وأما ما قيل من الشعر فى التشوق إلى مكة الشريفة
وذكر معالمها المنيفة ، فكثير جدا ، وقد ذكرنا منه طرفا فى أصله. ونشير هنا لشىء من ذلك.
فمنه ما أنشدناه المسندان : محمد بن محمد بن داود الصالحى فى كتابه ، وأم الحسن