فصل فى فضائله صلىاللهعليهوسلم
للنبى صلىاللهعليهوسلم فضائل عظيمة لا تحصى.
منها : أن الله تعالى أعطاه الكوثر ، واصطفاه : بالمحبة ، والخلة ، والقرب ، والدنو ، والمعراج ، والصلاة بالأنبياء عليهمالسلام ، والشهادة بينهم ، ولواء الحمد ، والبشارة والنذارة ، والهداية ، والإمامة ، ورحمة للعالمين ، وأعطى العفو عما تقدم وتأخر ، وأوتى الكتاب والحكمة ، وصلاة الله والملائكة ، وإجابة دعوته ، وإحياء الموتى ، وإسماع الصم ، والاطلاع على الغيب ، إلى غير ذلك مما أعد الله تعالى له فى الدار الآخرة من الكرامة والسعادة.
* * *
فصل فى معجزاته صلىاللهعليهوسلم
للمصطفى محمد عليه أفضل الصلاة والسلام : معجزات باهرات. وقد سبق منها أشياء. ومما لم يسبق : نبع الماء ، وكفاية الكثير من الخلق بالقليل من الماء والطعام.
ففى البخارى من حديث جابر رضى الله عنه. «نبع الماء من بين أصابعه بالحديبية فتوضئوا وشربوا منه. وهم : خمس عشرة مائة». وأطعم أهل الخندق ، وهم : ألف من صاع شعير وبهمة فى بيت جابر فشبعوا وانصرفوا. والطعام أكثر ما كان ، وعند أبى نعيم : «وأطعمهم أيضا من تمر يسير لم يملأ كفيه صلىاللهعليهوسلم أتت به ابنة بشير بن سعد إلى أبيها وخالها».
ومنها : أنه أطعم فى منزل أبى طلحة ثمانين رجلا أقراص شعير جعلها أنس تحت إبطه حتى شبعوا ، وبقى كما هو.
وعند أبى نعيم : «وأطعم الجيش من مزود أبى هريرة رضى الله عنه حتى شبعوا كلهم ، ثم رد ما بقى فيه. ودعا له» فأكل منه مدة حياة النبى صلىاللهعليهوسلم وأبى بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم. فلما قتل عثمان ذهب وحمل منه نحو خمسين وسقا فى سبيل الله.
ومنها : تسبيح الحصى فى كفه. وكذلك الطعام كان يسمع تسبيحه ، وهو يؤكل.
ومنها : أنه رد عين قتادة بن النعمان بعد ذهابها. فكانت أصح عينيه وأحدّهما.
قال السهيلى : فكانت لا ترمد إذا رمدت الأخرى.