الباب الخامس عشر
فى الملتزم ، والمستجاب ، والحطيم ، وما جاء فى ذلك من استجابة الدعاء فى هذه المواضع ، وغيرها من الأماكن بمكة المشرفة وحرمها (١).
أما الملتزم : فهو ما بين الباب ـ باب الكعبة ـ والحجر الأسود ، على ما روينا عن ابن عباس رضى الله عنهما. وروينا عنه حديثا مرفوعا مسلسلا فى استجابة الدعاء فيه. وجرب ذلك من زمنه إلى عصرنا.
وأما المستجاب : فهو ما بين الركن اليمانى والباب المسدود فى دبر الكعبة. وروينا فى استجابة الدعاء فيه خبرا فى مجابى الدعوة لابن أبى الدنيا.
وأما الحطيم : فهو ما بين الحجر الأسود ومقام إبراهيم وزمزم. والحجر ، بسكون الجيم.
وقيل : إن «الحطيم» هو الموضع الذى فيه الميزاب. وهذا فى كتب الحنفية.
وعليه فيكون «الحطيم» الحجر ـ بسكون الجيم ـ وقيل فيه غير ذلك.
وسمى «الحطيم» لأن الناس كانوا يحطمون هنالك بالأيمان ؛ فقل من دعى هنالك على ظالم إلا هلك ، وقل من حلف هنالك آثما إلا عجلت له العقوبة.
وقيل : فى سبب تسميته بالحطيم غير ذلك.
وأما بقية المواضع التى يستجاب فيها الدعاء : فكثير منها مذكور فى رسالة الحسن البصرى ؛ لأن فيها أن الدعاء يستجاب فى خمسة عشر موضعا.
أولها : عند الملتزم ، وتحت الميزاب ، وعند الركن اليمانى ، وعلى الصفا وعلى المروة ، وبين الصفا والمروة ، وبين الركن والمقام ، وفى جوف الكعبة ، وبمنى ، وبجمع ، وبعرفات ، وعند الجمرات الثلاث ، هكذا وجدت فى نسختى من هذه الرسالة. وهى تقتضى أن تكون المواضع أربعة عشر. والظاهر : أنه سقط منها موضع ، لعله أن يكون خلف المقام.
__________________
(١) انظر : (شفاء الغرام ١ / ١٩٦ ـ ١٩٨).